قيل إن عوامل سياسية وثقافية وبيئية واقتصادية وراء تخلف السودان عن ركب التمنية المنشودة حيث "عدم استقرار نظام
الحكم في السودان والحرب الأهلية في جنوبه التي أورثها الاستعمار الإنجليزي هي التي عاقت التنمية.. فضلا عن سيادة الروح القبلية (600 قبيلة) التي لم تعر الاهتمام لاستخدام التكنولوجيا الحديثة، سواء في الرعي أو الزراعة فرجال القبيلة مثلاً يهتمون بأعداد الحيوانات لا بنوعيتها؛ لأن مركز الرجل في القبيلة يتحدد وفقًا لعدد ما يملكه من حيوانات, بالإضافة لسيادة شعور لدى السودانيين بأن من يأتي للاستثمار في أرضهم فهو مستعمر يريد أن ينهب خيراتهم.
ويضاف لهذا "عدم رغبة القوى الدولية الكبرى في استقرار السودان أو نجاح الدول العربية في الاعتماد على نفسها غذائيا – عبر السودان - مما يفقدها سلاحا هاما هو سلاح المعونة الاقتصادية ".(1) وأيا كانت الأسباب وراء العجز التنموي للسودان فقد " دفعت التطورات السياسية والأمنية في غرب السودان إقليم دارفور إلى واجهة الأحداث ، ليحتل المرتبة الأولى على الأجندة الدولية لما يحمله هذا الصراع من تعقيدات إثنية وعرقية وإقليمية ودولية، وسط مآسي إنسانية تشغل المحافل الدولية وتتصدر القضايا العربية" .(2)
فدارفور إقليم يقع في أقصى غرب السودان وتشكل حدوده الإدارية حدود السودان المشتركة مع كل من ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى،حيث تبلغ مساحته 510 آلاف كيلومتر مربع ويقطنه 6 ملايين نسمة وهو "إقليم زراعي تكثر في منطقته غابات الهشاب الذي يثمر الصمغ العربي فضلا عن حقول القطن والتبغ في الجنوب الغربي من الإقليم. وتتم في بعض مناطقه زراعة القمح والذرة والدخن وغيرها. ويمتاز الاقليم بثروة حيوانية كبيرة قوامها الإبل والغنم والبقر... كما أن بالإقليم معادن وبترولا.
وينقسم الإقليم إداريا إلى ثلاث مناطق: شمال دارفور وعاصمته مدينة الفاشر، وجنوب دارفور وعاصمته مدينة نيالا، وغرب دارفور وعاصمته مدينة الجنينة". (3) "وتقطنه تاريخياً قبائل أفريقية أهمها الفور، التي تعطي الإقليم اسمه، والزغاوة والمساليت والداجو، وتتميز بكونها قبائل ريفية مستقرة.استوطنته في فترات متعددة من التاريخ، قبائل من العرب الرحل تعتمد على الرعي مثل البقارة والرزيقات وبنوحسين.. ويبدو أن لا خلاف بين جميع أطراف النزاع على حقيقة كون دارفور إقليماً محروماً، حيث تكاد تكون حصته من المشاريع الاستثمارية والخدماتية معدومة، كما أن نسبة توظيف أبنائه في مؤسسات الدولة متدنية جدا"ً. (4)
وقد عانى الإقليم عقوداً من الجفاف أسهمت في تأجيج العنف داخل دارفور بين المجموعات المتنافسة التي تتقاتل على المياه الشحيحة والأرض الصالحة للرعي وللزراعة. ، "مما أجبر العديد من القبائل على الرحيل بحثاً عن مراع جديدة، في الوقت الذي كانت فيه حكومة في الخرطوم مشغولة بحرب مدمرة في الجنوب السوداني. وكان الصدام طبيعياً بين القبائل الأفريقية المتوطنة والقبائل العربية الرحل التي تبحث عن أراض عشبية للرعي في ظل محدودية موارد المنطقة، وقد تفجر الخلاف للمرة الأولى عام 1989 بين الفور الأفارقة وبين العرب، وقد رعى الاتفاق الذي عقد يومها في الفاشر الرئيس عمر البشير قبل تسلمه منصبه,..كما اندلع صراع قبلي آخر بين العرب والمساليت في غرب دارفور بين 1998 -2001 ، فر على إثره الكثير من المساليت إلى تشاد، قبل توقيع اتفاقية سلام محلية مع سلطان المساليت عادت بعدها الأمور إلى الهدوء,..وكان للبعد الاقليمي وفوضى السلاح دور في عدم استقرار الاقليم الذي شهد في السنوات الاخيرة تمردا مسلحا حيث "يربط مراقبون مقربون من الحكومة بين التحرك المسلح في دارفور وبين ما يشاع عن اكتشافات نفطية هائلة في المنطقة بالإضافة إلى وجود كميات كبيرة من المعادن أبرزها اليورانيوم والنحاس..,وقد صرح أكثر من مصدر مسؤول أن أطماعا غربية في المنطقة مرتبطة بوجود النفط فيها أو بمشروع أمريكي قديم لمد أنبوب نفطي من ميناء ينبع السعودي إلى البحر المتوسط يمر في المنطقة ويتصل بأنبوب النفط التشادي وذلك لتفادي العبور في الخليج العربي المتوتر."(5)
المصادر :
(1) "السودان.. كنز العرب المفقود" علاء أبو العنين وأحمد عبد السلام مقالة منشورة في اسلام اون لاين نت (تم الاطلاع عليه مايو 2008)
(2) الجذور التاريخية للصراع في دارفور (30/12/06) موقع cnn الاخباري (تم الاطلاع عليه يوليو 2008)
(3) المصدر قناة الجزيرة الاخبارية (تم الاطلاع عليه يوليو 2008)
(4) ) الجذور التاريخية للصراع في دارفور (30/12/06) موقع cnn الاخباري (تم الاطلاع عليه يوليو 2008)
(5) ) الجذور التاريخية للصراع في دارفور (30/12/06) موقع cnn الاخباري (تم الاطلاع عليه يوليو 2008)
ويضاف لهذا "عدم رغبة القوى الدولية الكبرى في استقرار السودان أو نجاح الدول العربية في الاعتماد على نفسها غذائيا – عبر السودان - مما يفقدها سلاحا هاما هو سلاح المعونة الاقتصادية ".(1) وأيا كانت الأسباب وراء العجز التنموي للسودان فقد " دفعت التطورات السياسية والأمنية في غرب السودان إقليم دارفور إلى واجهة الأحداث ، ليحتل المرتبة الأولى على الأجندة الدولية لما يحمله هذا الصراع من تعقيدات إثنية وعرقية وإقليمية ودولية، وسط مآسي إنسانية تشغل المحافل الدولية وتتصدر القضايا العربية" .(2)
فدارفور إقليم يقع في أقصى غرب السودان وتشكل حدوده الإدارية حدود السودان المشتركة مع كل من ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى،حيث تبلغ مساحته 510 آلاف كيلومتر مربع ويقطنه 6 ملايين نسمة وهو "إقليم زراعي تكثر في منطقته غابات الهشاب الذي يثمر الصمغ العربي فضلا عن حقول القطن والتبغ في الجنوب الغربي من الإقليم. وتتم في بعض مناطقه زراعة القمح والذرة والدخن وغيرها. ويمتاز الاقليم بثروة حيوانية كبيرة قوامها الإبل والغنم والبقر... كما أن بالإقليم معادن وبترولا.
وينقسم الإقليم إداريا إلى ثلاث مناطق: شمال دارفور وعاصمته مدينة الفاشر، وجنوب دارفور وعاصمته مدينة نيالا، وغرب دارفور وعاصمته مدينة الجنينة". (3) "وتقطنه تاريخياً قبائل أفريقية أهمها الفور، التي تعطي الإقليم اسمه، والزغاوة والمساليت والداجو، وتتميز بكونها قبائل ريفية مستقرة.استوطنته في فترات متعددة من التاريخ، قبائل من العرب الرحل تعتمد على الرعي مثل البقارة والرزيقات وبنوحسين.. ويبدو أن لا خلاف بين جميع أطراف النزاع على حقيقة كون دارفور إقليماً محروماً، حيث تكاد تكون حصته من المشاريع الاستثمارية والخدماتية معدومة، كما أن نسبة توظيف أبنائه في مؤسسات الدولة متدنية جدا"ً. (4)
وقد عانى الإقليم عقوداً من الجفاف أسهمت في تأجيج العنف داخل دارفور بين المجموعات المتنافسة التي تتقاتل على المياه الشحيحة والأرض الصالحة للرعي وللزراعة. ، "مما أجبر العديد من القبائل على الرحيل بحثاً عن مراع جديدة، في الوقت الذي كانت فيه حكومة في الخرطوم مشغولة بحرب مدمرة في الجنوب السوداني. وكان الصدام طبيعياً بين القبائل الأفريقية المتوطنة والقبائل العربية الرحل التي تبحث عن أراض عشبية للرعي في ظل محدودية موارد المنطقة، وقد تفجر الخلاف للمرة الأولى عام 1989 بين الفور الأفارقة وبين العرب، وقد رعى الاتفاق الذي عقد يومها في الفاشر الرئيس عمر البشير قبل تسلمه منصبه,..كما اندلع صراع قبلي آخر بين العرب والمساليت في غرب دارفور بين 1998 -2001 ، فر على إثره الكثير من المساليت إلى تشاد، قبل توقيع اتفاقية سلام محلية مع سلطان المساليت عادت بعدها الأمور إلى الهدوء,..وكان للبعد الاقليمي وفوضى السلاح دور في عدم استقرار الاقليم الذي شهد في السنوات الاخيرة تمردا مسلحا حيث "يربط مراقبون مقربون من الحكومة بين التحرك المسلح في دارفور وبين ما يشاع عن اكتشافات نفطية هائلة في المنطقة بالإضافة إلى وجود كميات كبيرة من المعادن أبرزها اليورانيوم والنحاس..,وقد صرح أكثر من مصدر مسؤول أن أطماعا غربية في المنطقة مرتبطة بوجود النفط فيها أو بمشروع أمريكي قديم لمد أنبوب نفطي من ميناء ينبع السعودي إلى البحر المتوسط يمر في المنطقة ويتصل بأنبوب النفط التشادي وذلك لتفادي العبور في الخليج العربي المتوتر."(5)
المصادر :
(1) "السودان.. كنز العرب المفقود" علاء أبو العنين وأحمد عبد السلام مقالة منشورة في اسلام اون لاين نت (تم الاطلاع عليه مايو 2008)
(2) الجذور التاريخية للصراع في دارفور (30/12/06) موقع cnn الاخباري (تم الاطلاع عليه يوليو 2008)
(3) المصدر قناة الجزيرة الاخبارية (تم الاطلاع عليه يوليو 2008)
(4) ) الجذور التاريخية للصراع في دارفور (30/12/06) موقع cnn الاخباري (تم الاطلاع عليه يوليو 2008)
(5) ) الجذور التاريخية للصراع في دارفور (30/12/06) موقع cnn الاخباري (تم الاطلاع عليه يوليو 2008)
0 comment(s) to... “دارفور ..عنوان البداوة الجاهلة والحضارة السارقة _ الحلقة 2_”
0 التعليقات:
إرسال تعليق