تتوسط "أرض دارفور" منطقة جغرافية أصبحت تسيل لعاب كبريات الدول المستهلكة للطاقة، فبعد اشتداد أزمة الطاقة العالمية مرفوعة بارتفاع صارخ في أسعار النفط وتوترات أمنية مستفحلة في مناطق إنتاج النفط التقليدية مثل الشرق الأوسط ما جعل دوائر صنع القرار الأميركية حاليا تقوم بما تصفه بتحول جيوبلوتيكي في سياسة الطاقة ويتمثل في التوجه إلى الاحتياطات التي لم تمس بعد في القارة الأفريقية,..وهذا ما دفع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إلى إصدار تقرير تحت عنوان أكثر من الإنسانية وجاء فيه أن الولايات المتحدة غيرت نظرتها لإفريقيا من قارة منكوبة تحتاج للمساعدة الإنسانية الأميركية إلى قارة استراتيجية تحتاج أميركا إليها كمزود بمصادر الطاقة، لكن كل تلك المصالح بحسب التقرير عرضة لخطرين رئيسين هما الإرهاب والصين وقد أوصى التقرير بما أسماه مواجهة التحدي الصيني.
فالأميركيون والأوروبيون لم يعد بإمكانهم إبقاء أفريقيا حديقة خلفية خاصة بهم، لقد تغيرت قواعد اللعبة لأن الصين اليوم لا تحاول فقط الوصول إلى منابع الطاقة هناك بل تعمل للسيطرة على عمليات الإنتاج والتوزيع ربما من أجل التفرد بموقع الأولوية عندما تصبح تلك المنابع شحيحة في المستقبل "وهذا ما دفع القيادة الصينية إلى تعاون وثيق مع الحكومة السودانية من اجل وضع حد للهيمنة الأمريكية على منابع النفط العالمية خاصة بعد محاولات الصين الحصول على نفط بحر قزوين و كازاخستان والشرق الأوسط وأفريقيا " .(1) وسط عراقيل أميركية منعتها من الدخول إلى تلك الدول "؟؟
ويشير تقرير لقناة الجزيرة الى : "سلسلة من الأحداث التي تمت ، في شهر أغسطس 2004 فعندما أكمل الصينيون بناء خط أنابيب من قطاع ستة بجنوب دارفور وبدأ تصدير نفط هذه المنطقة شرقا نحو الصين في اتجاه معاكسٍ تماما لخط الأنابيب التشادي الذي بناه الأميركيون لنقل البترول غربا، وقدمت الولايات المتحدة مشروع قرار في مجلس الأمن يهدد بفرض عقوبات نفطية على السودان.لكن الصينيين أحبطوا ذلك المسعى الأميركي مهددين باستخدام الفيتو إذا تضمن مشروع القرار أي ذكر لعقوبات نفطية". (2)
الأمر الذي دفع بأحداث دارفور إلى الواجهة الإعلامية والسياسية في عرض إعلاني لمشهد الموت اليومي نتيجة لأعمال العنف التي ارتكبتها الأطراف المتصارعة والجوع الذي يفترس الجميع ." فتشابكت خيوط الأزمة وتفاعلت لا مع محيطها الإقليمي فحسب بل ومع الاهتمامات الدولية كذلك، فعقب تحميل الحكومة السودانية مسؤولية الأحداث في دارفور توافدت وفود أوروبية وأميركية عالية المستوى ومنظمات إغاثة أجنبية وعربية على الخرطوم ودارفور مدعومة بحملة إعلامية دولية واسعة تدعو للتدخل العسكري وحماية النازحين واللاجئين".(3)
إلا أن الدول العربية وخاصة جمهورية مصر العربية تنظر بريبة إلى خطورة ما يحدث في السودان باعتبار .. "أن مشكلة دارفور إفراز لاتفاقية نيفاشا التي من المتوقع أن تحقق تقرير مصير للجنوب وإقامة دولة عليه، وهى تركز على مياه النيل التي تمر من خلال الجنوب والتصرفات التي يمكن أن تحدث مستقبلا خاصة التي تعتبر إحدى مهددات الأمن القومي المصري والعربي ، لذا عملت مصر على نصيحة حكومة السودان بقبول قرارات مجلس الأمن والتنسيق معها في هذه المرحلة، ..حتى لا يدخل إقليم دارفور ضمن لعبة تقسيم السودان التي تؤثر تأثيرا مباشرا على أمنها القومي" (4)
المصادر :
(1) "دارفور.. ما وراء الإنسانية", قناة الجزيرة ,تاريخ الحلقة: 16/11/2006 (تم الاطلاع اكتوبر 2007)
(2) "دارفور.. ما وراء الإنسانية", قناة الجزيرة ,تاريخ الحلقة: 16/11/2006 (تم الاطلاع اكتوبر 2007) (3) "دارفور.. المواقف في الأزمة" , محمد عبد المنعم, قناة الجزيرة ,تاريخ الحلقة: 17/5/2006 م (تم الاطلاع اكتوبر 2007)
(4) "دارفور.. المواقف في الأزمة" , محمد عبد المنعم, قناة الجزيرة ,تاريخ الحلقة: 17/5/2006 م (تم الاطلاع اكتوبر 2007)
فالأميركيون والأوروبيون لم يعد بإمكانهم إبقاء أفريقيا حديقة خلفية خاصة بهم، لقد تغيرت قواعد اللعبة لأن الصين اليوم لا تحاول فقط الوصول إلى منابع الطاقة هناك بل تعمل للسيطرة على عمليات الإنتاج والتوزيع ربما من أجل التفرد بموقع الأولوية عندما تصبح تلك المنابع شحيحة في المستقبل "وهذا ما دفع القيادة الصينية إلى تعاون وثيق مع الحكومة السودانية من اجل وضع حد للهيمنة الأمريكية على منابع النفط العالمية خاصة بعد محاولات الصين الحصول على نفط بحر قزوين و كازاخستان والشرق الأوسط وأفريقيا " .(1) وسط عراقيل أميركية منعتها من الدخول إلى تلك الدول "؟؟
ويشير تقرير لقناة الجزيرة الى : "سلسلة من الأحداث التي تمت ، في شهر أغسطس 2004 فعندما أكمل الصينيون بناء خط أنابيب من قطاع ستة بجنوب دارفور وبدأ تصدير نفط هذه المنطقة شرقا نحو الصين في اتجاه معاكسٍ تماما لخط الأنابيب التشادي الذي بناه الأميركيون لنقل البترول غربا، وقدمت الولايات المتحدة مشروع قرار في مجلس الأمن يهدد بفرض عقوبات نفطية على السودان.لكن الصينيين أحبطوا ذلك المسعى الأميركي مهددين باستخدام الفيتو إذا تضمن مشروع القرار أي ذكر لعقوبات نفطية". (2)
الأمر الذي دفع بأحداث دارفور إلى الواجهة الإعلامية والسياسية في عرض إعلاني لمشهد الموت اليومي نتيجة لأعمال العنف التي ارتكبتها الأطراف المتصارعة والجوع الذي يفترس الجميع ." فتشابكت خيوط الأزمة وتفاعلت لا مع محيطها الإقليمي فحسب بل ومع الاهتمامات الدولية كذلك، فعقب تحميل الحكومة السودانية مسؤولية الأحداث في دارفور توافدت وفود أوروبية وأميركية عالية المستوى ومنظمات إغاثة أجنبية وعربية على الخرطوم ودارفور مدعومة بحملة إعلامية دولية واسعة تدعو للتدخل العسكري وحماية النازحين واللاجئين".(3)
إلا أن الدول العربية وخاصة جمهورية مصر العربية تنظر بريبة إلى خطورة ما يحدث في السودان باعتبار .. "أن مشكلة دارفور إفراز لاتفاقية نيفاشا التي من المتوقع أن تحقق تقرير مصير للجنوب وإقامة دولة عليه، وهى تركز على مياه النيل التي تمر من خلال الجنوب والتصرفات التي يمكن أن تحدث مستقبلا خاصة التي تعتبر إحدى مهددات الأمن القومي المصري والعربي ، لذا عملت مصر على نصيحة حكومة السودان بقبول قرارات مجلس الأمن والتنسيق معها في هذه المرحلة، ..حتى لا يدخل إقليم دارفور ضمن لعبة تقسيم السودان التي تؤثر تأثيرا مباشرا على أمنها القومي" (4)
المصادر :
(1) "دارفور.. ما وراء الإنسانية", قناة الجزيرة ,تاريخ الحلقة: 16/11/2006 (تم الاطلاع اكتوبر 2007)
(2) "دارفور.. ما وراء الإنسانية", قناة الجزيرة ,تاريخ الحلقة: 16/11/2006 (تم الاطلاع اكتوبر 2007) (3) "دارفور.. المواقف في الأزمة" , محمد عبد المنعم, قناة الجزيرة ,تاريخ الحلقة: 17/5/2006 م (تم الاطلاع اكتوبر 2007)
(4) "دارفور.. المواقف في الأزمة" , محمد عبد المنعم, قناة الجزيرة ,تاريخ الحلقة: 17/5/2006 م (تم الاطلاع اكتوبر 2007)
0 comment(s) to... “دارفور ..بين البداوة الجاهلة والحضارة السارقة _الحلقة 3 _”
0 التعليقات:
إرسال تعليق