سار الإخوة بصمت نحو حرم الإمام الذي مازا ل يعج بالناس وقد أخبرنا " بوعلى " عن أمر الزحمة بأنه آتى يوما في مناسبة دينية لم يستطع الدخول الحرم حتى عند الباب الخارجي بالرغم من حجم توسعته في السنوات الأخيرة في عهد الجمهورية الإسلامية التي بدأت بإنشاء عمارات ومعالـم جديدة ألحقت بالمشهد، وأحداث وترميم المحاريب والزوايا، وأحداث صحون وأروقة جديدة كذلك ألحقت بالمشهد المكتبات والمؤسسات والمراكز الثقافية وتـمّ تطوير مرافق الراحة والخدمات للزوار الذين يتوافدون يومياً على مرقد الإمام رضي الله عنه.
دخلنا عبر بوابة تفتيش أمنية ، أخبرت عن سبب ذلك بأن انفجارا قد وقع داخل المرقد قبل سنوات، اجتزنا الحاجز بسهولة ويسر وأودعنا أحذيتنا عند الأرفف الكثيرة .. ودخلنا إلى داخل المرقد ذو القبة الذهبية فذهلت من الزخرفة الزجاجية الجميلة .. وقف الإخوة عند مكتب النذور واخرجوا نقودهم وأمانه من أوصاهم .. ثم دلفنا بخشوع ورهبة إلى المكان ، صلوا قرب المرقد باتجاه قبلة المسلمين مكة المكرمة وجلست أنا متأملا ثم أخذت كتاب أدعية قرأت فيه آيات الذكر الحكيم ، ثم دنا مني "قاسم" وهمس قائلا : يا بو حسين إذا تحب أن تصلى بطريقتك لا بأس , فكثير من أهل السنة يأتوا للمكان ويصلون ... قلت : سوف اكتفى بتلاوة القرآن وأسأل الله العفو والمغفرة وفي مكان الضريح استذكرت ما كنت قد قرأته عن عمارة المراقد الإسلامية التي تطورت عناصرها المعمارية من قباب بسيطة على أضرحة الأئمة والأولياء إلى قباب ذات أشكال متشابهة بين بيضوية وبصلية ونصف اهليجية ترتكز على جزء اسطواني غير عريض. تكون القبة عادة من جزأين من البناء بينهما سلم للصعود إلى أعلى القبة كما يوجد في كل قبة باب أو أكثر. وفي الجزء الأعلى المدبب توجد (رمانة) ذات كؤوس وهي إما من الذهب أو غيره من المعادن الثمينة.وفي بعض المراقد تكون على شكل كف, وبقرب الرمانة يوجد علم اخضر يبدل بالأسود في محرم وصفر والمناسبات المحزنة. والقبة إما أن تكون مطلية بمادة معينة كالاسمنت والجص في المراقد البسيطة العمارة، أو مطلية بالقاشاني الملون والمزخرف في المراقد المتوسطة العمارة، أو مطلية بالذهب في المراقد الضخمة العمارة. والطلاء يبدل كل عدة سنوات بسبب تعرضه الدائم للأحوال الجوية.
وتتميز المراقد الكبيرة وخاصة لائمة أهل البيت رضي الله عنهم بما سمي بالحرم وهو البناء الذي يحيط بالضريح حاملاً القبة والمآذن، مزدانا بآية من آيات الفن المعماري سواء كان ذلك على شكل قاشاني وفسيفساء أو رخام آجر مزخرف أو مرايا مزخرفة. كما وتعلق فيه التحف الثمينة من ثريات بديعة الصنع وصور وزخارف خشبية ومجوهرات وحلي كما أن أرضه تفرش بالمنسوجات الثمينة بالرغم من إنها مرصوفة بأغلى أنواع الرخام المصقول.
كما توجد الملابن ومفردها (ملبن) وهو الجزء الهندسي الذي يغلف القبر ويطلق عليه محلياً اسم (الشباك) اذ انه يكون مشبكاً بطريقة زخرفية معينة. عرفت الملابن أولا مصنوعة من الخشب وخاصة خشب الساج وبعدها أصبح يصنع من المعادن كالبرونز أو النحاس. ثم صنعت الأضرحة من الفضة ثم نقشوها وطعموها بالذهب. ومما يلاحظ هنا أن النقش بالكتابة مشتهر على الملابن وخاصة بالخط الفارسي والسبب في ذلك يعود إلى أن هذه الأضرحة تصنع وتنقش في إيران، بمدينة أصفهان. وتشمل هذه الكتابات الأدعية والمدائح للائمة، وغيرها من الحكم والأقوال وأبيات الشعر أما زخرفته فبالرغم من إنها قليلة يلاحظ شدة اهتمام الصانع بها بحيث يمكن اعتبارها من فرائد الزخرفة الإسلامية. فمثلاً ملبن الإمام علي يعتبر غاية في الفخامة والروعة وبقدر ما فيه من فضة مليوني مثقال، وما فيه من ذهب عشرة آلاف مثقال، أما وحدة الإنشاء الزخرفية للملبن فتكون بتعامد قضبان فضة داخل كرات من الفضة أيضا. وكل ملبن يتكون من قطع وله أبواب، ربما كل باب منه بقطعة أو قطعتين ومنها له أبواب كبيرة تتكون من قطعة واحدة مزخرفة أو مكتوبة أو مطعمة بالذهب ذي الأشكال الهندسية المختلفة. وفي الملابن سقف مزخرف هو الآخر بطريقة مختلفة وفي بعض المراقد تعلق على الملبن قطعة نفيسة تنسج خصيصاً لوضعها على الملابن، يطلق عليها اسم (ستر) وهي أيضا ذات زخارف نسيجية ورسوم.أما قبور الأئمة والأولياء التي تضمها الأضرحة فتغلق عادة بصندوق خشبي أحيانا يرصع بالعاج وتنقش عليه الآيات القرآنية الكريمة وأسماء الجلالة المقدسة، كما في صندوق قبر الإمام علي كرم الله وجهه.
دخلنا عبر بوابة تفتيش أمنية ، أخبرت عن سبب ذلك بأن انفجارا قد وقع داخل المرقد قبل سنوات، اجتزنا الحاجز بسهولة ويسر وأودعنا أحذيتنا عند الأرفف الكثيرة .. ودخلنا إلى داخل المرقد ذو القبة الذهبية فذهلت من الزخرفة الزجاجية الجميلة .. وقف الإخوة عند مكتب النذور واخرجوا نقودهم وأمانه من أوصاهم .. ثم دلفنا بخشوع ورهبة إلى المكان ، صلوا قرب المرقد باتجاه قبلة المسلمين مكة المكرمة وجلست أنا متأملا ثم أخذت كتاب أدعية قرأت فيه آيات الذكر الحكيم ، ثم دنا مني "قاسم" وهمس قائلا : يا بو حسين إذا تحب أن تصلى بطريقتك لا بأس , فكثير من أهل السنة يأتوا للمكان ويصلون ... قلت : سوف اكتفى بتلاوة القرآن وأسأل الله العفو والمغفرة وفي مكان الضريح استذكرت ما كنت قد قرأته عن عمارة المراقد الإسلامية التي تطورت عناصرها المعمارية من قباب بسيطة على أضرحة الأئمة والأولياء إلى قباب ذات أشكال متشابهة بين بيضوية وبصلية ونصف اهليجية ترتكز على جزء اسطواني غير عريض. تكون القبة عادة من جزأين من البناء بينهما سلم للصعود إلى أعلى القبة كما يوجد في كل قبة باب أو أكثر. وفي الجزء الأعلى المدبب توجد (رمانة) ذات كؤوس وهي إما من الذهب أو غيره من المعادن الثمينة.وفي بعض المراقد تكون على شكل كف, وبقرب الرمانة يوجد علم اخضر يبدل بالأسود في محرم وصفر والمناسبات المحزنة. والقبة إما أن تكون مطلية بمادة معينة كالاسمنت والجص في المراقد البسيطة العمارة، أو مطلية بالقاشاني الملون والمزخرف في المراقد المتوسطة العمارة، أو مطلية بالذهب في المراقد الضخمة العمارة. والطلاء يبدل كل عدة سنوات بسبب تعرضه الدائم للأحوال الجوية.
وتتميز المراقد الكبيرة وخاصة لائمة أهل البيت رضي الله عنهم بما سمي بالحرم وهو البناء الذي يحيط بالضريح حاملاً القبة والمآذن، مزدانا بآية من آيات الفن المعماري سواء كان ذلك على شكل قاشاني وفسيفساء أو رخام آجر مزخرف أو مرايا مزخرفة. كما وتعلق فيه التحف الثمينة من ثريات بديعة الصنع وصور وزخارف خشبية ومجوهرات وحلي كما أن أرضه تفرش بالمنسوجات الثمينة بالرغم من إنها مرصوفة بأغلى أنواع الرخام المصقول.
كما توجد الملابن ومفردها (ملبن) وهو الجزء الهندسي الذي يغلف القبر ويطلق عليه محلياً اسم (الشباك) اذ انه يكون مشبكاً بطريقة زخرفية معينة. عرفت الملابن أولا مصنوعة من الخشب وخاصة خشب الساج وبعدها أصبح يصنع من المعادن كالبرونز أو النحاس. ثم صنعت الأضرحة من الفضة ثم نقشوها وطعموها بالذهب. ومما يلاحظ هنا أن النقش بالكتابة مشتهر على الملابن وخاصة بالخط الفارسي والسبب في ذلك يعود إلى أن هذه الأضرحة تصنع وتنقش في إيران، بمدينة أصفهان. وتشمل هذه الكتابات الأدعية والمدائح للائمة، وغيرها من الحكم والأقوال وأبيات الشعر أما زخرفته فبالرغم من إنها قليلة يلاحظ شدة اهتمام الصانع بها بحيث يمكن اعتبارها من فرائد الزخرفة الإسلامية. فمثلاً ملبن الإمام علي يعتبر غاية في الفخامة والروعة وبقدر ما فيه من فضة مليوني مثقال، وما فيه من ذهب عشرة آلاف مثقال، أما وحدة الإنشاء الزخرفية للملبن فتكون بتعامد قضبان فضة داخل كرات من الفضة أيضا. وكل ملبن يتكون من قطع وله أبواب، ربما كل باب منه بقطعة أو قطعتين ومنها له أبواب كبيرة تتكون من قطعة واحدة مزخرفة أو مكتوبة أو مطعمة بالذهب ذي الأشكال الهندسية المختلفة. وفي الملابن سقف مزخرف هو الآخر بطريقة مختلفة وفي بعض المراقد تعلق على الملبن قطعة نفيسة تنسج خصيصاً لوضعها على الملابن، يطلق عليها اسم (ستر) وهي أيضا ذات زخارف نسيجية ورسوم.أما قبور الأئمة والأولياء التي تضمها الأضرحة فتغلق عادة بصندوق خشبي أحيانا يرصع بالعاج وتنقش عليه الآيات القرآنية الكريمة وأسماء الجلالة المقدسة، كما في صندوق قبر الإمام علي كرم الله وجهه.
0 comment(s) to... “رحلة إلى مشهد الرضا- الحلقة الثالثة -”
0 التعليقات:
إرسال تعليق