دارفور عنوان كبير لواقع التخلف العربي والتربص الأجنبي ,ذهب أهلها ضحية "لثقافة المرتع" التي ألقت أبناءها في غيابت الجب دون أن تلتفت لقيمة الإنسان وخيرات الأرض ,لم تنهج بالعلم النافع والعمل الصالح سبيلا يدرؤ السنوات العجاف الذي ترسم واقعه منذ حرب الجنوب فأكل الفقر والجوع والاقتتال ما تبقى من خير أو انتماء؟؟ لتمد "حضارة المتكأ" يدها السارقة لكل متطلع يائس تأسره بدعمها الإنساني وزخرف قولها الفاني ثم تستعبده بعد حين لتغتصب أرضه كما اغتصبت أرض غيره, واقع إن دل أمره على حجم انفصال الدولة عن المجتمع ,..وهو ما يعزز دور البداوة سلوكا وجماعات التي لا ترى في الأرض انتماءا أو قتل المسلم أفكا , جاهلة بقيمة الأشياء والعمل الصالح بدائرة العيش المشترك بمبدأ الحق القويم : "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ" (المائدة:2)
فالعمل الصالح لا يتأتى ثماره إلا في دائرة التحضر الإسلامي , " وقيل إن هجرة الأعراب إلى الأمصار باقية إلى يوم القيامة .. لوجوب تعلم أحكام الدين في المدن , وقال ابن الأثير الجزري في النهاية : " ثلاث من الكبائر منها : التعرب بعد الهجرة " يعني الذهاب والرجوع إلى العيش البدوي بعد العيش في بلاد الإسلام وهو غير جائز ومحرم ويعد من كبائر المحرمات.
" فالإسلام دين حضري حضاري، وأنه نزل لتحضير العرب، وتقليص أثر الحياة الرعوية على نظامهم القيمي والاجتماعي والسياسي. وكان فقه الحاضرة/ البادية فقها قوي الحضور في خطاب الدعوة الإسلامية - قرآنا وسنة ومسلكا نبويا وصحابيا" (1)
فمحمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام عندما أسس كيان الدولة الإسلامية الأولى في حاضرة المدينة المنورة انطلقت دعوته إلى بقية الأمصار "تستهدف الخروج بالناس من الظلمات إلي النور ، وابتعاثهم من ضيق الدنيا إلي سعتها ومن جور الأديان إلي عدل الإسلام ، ومن عبادة العباد إلي عبادة الله وحده .. ويضع بين أيديهم ، مبادئ الاستخلاف والتسخير والعمارة ، وتحفيز آليات العمل العقلية والحسية والروحية ، ومفاتيح الإبداع والقوة والفاعلية الحضارية في نهاية الأمر ".(2)
وعندما انقلبت الأعراب بعد وفاته تشرذمت قوة المسلمين إلى قبائل مرتدة انتقصت واقع التحضر الإسلامي لكيان الدولة الإسلامية في المدينة المنورة فجعلت كل قبيلة مرتدة لها نبيا تتبعه وتصدقه على غير هدى وتمتنع بكبرياء عن إخراج الزكاة كمقوم أساسي للدولة الإسلامية الأمر الذي تصدى له خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه فجيش الجيوش لإعادة القبائل المرتدة إلى دائرة الإيمان والتحضر الإسلامي , فكانت الحرب وكان النصر حليف القيادات الحضرية, فعبرت الخلافة الراشدة " الحواجز الصحراوية للجزيرة العربية والسيطرة على قواها الرعوية، ... فأقام الإسلام للمرة الأولى في التاريخ - كما أقر المؤرخون - حضارة جامعة قاربت بين المعطيات الإغريقية - الرومانية في أقصى الغرب، والعناصر الهندية الصينية في أقصى الشرق - فقد وضع الإسلام بما فيه من عناصر الانفتاح والقوة معطيات الحضارات القديمة في إطاره المرن دون عقد ومضى بها، في ظل (سماحة تعاليم الشرع الحنيف)، إلى أن وصل بها إلى تخوم الجامعات الغربية الناشئة في اوروبا عبر الأندلس" (3)
المصادر :
(1) الانصاري , محمد جابر ,التجديد في الإسلام.. قضية وجود, جريدة الجريدة, http://www.aljaredah.com (تم الاطلاع اغسطس 2007)(2) خليل ,عماد الدين , مدخل الى الحضارة الاسلامية ,الدار العربية للعلوم , سبتمبر 2005,ص232
(3) الانصاري , محمد جابر ,التجديد في الإسلام.. قضية وجود, جريدة الجريدة, http://www.aljaredah.com (تم الاطلاع اغسطس 2007)
فالعمل الصالح لا يتأتى ثماره إلا في دائرة التحضر الإسلامي , " وقيل إن هجرة الأعراب إلى الأمصار باقية إلى يوم القيامة .. لوجوب تعلم أحكام الدين في المدن , وقال ابن الأثير الجزري في النهاية : " ثلاث من الكبائر منها : التعرب بعد الهجرة " يعني الذهاب والرجوع إلى العيش البدوي بعد العيش في بلاد الإسلام وهو غير جائز ومحرم ويعد من كبائر المحرمات.
" فالإسلام دين حضري حضاري، وأنه نزل لتحضير العرب، وتقليص أثر الحياة الرعوية على نظامهم القيمي والاجتماعي والسياسي. وكان فقه الحاضرة/ البادية فقها قوي الحضور في خطاب الدعوة الإسلامية - قرآنا وسنة ومسلكا نبويا وصحابيا" (1)
فمحمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام عندما أسس كيان الدولة الإسلامية الأولى في حاضرة المدينة المنورة انطلقت دعوته إلى بقية الأمصار "تستهدف الخروج بالناس من الظلمات إلي النور ، وابتعاثهم من ضيق الدنيا إلي سعتها ومن جور الأديان إلي عدل الإسلام ، ومن عبادة العباد إلي عبادة الله وحده .. ويضع بين أيديهم ، مبادئ الاستخلاف والتسخير والعمارة ، وتحفيز آليات العمل العقلية والحسية والروحية ، ومفاتيح الإبداع والقوة والفاعلية الحضارية في نهاية الأمر ".(2)
وعندما انقلبت الأعراب بعد وفاته تشرذمت قوة المسلمين إلى قبائل مرتدة انتقصت واقع التحضر الإسلامي لكيان الدولة الإسلامية في المدينة المنورة فجعلت كل قبيلة مرتدة لها نبيا تتبعه وتصدقه على غير هدى وتمتنع بكبرياء عن إخراج الزكاة كمقوم أساسي للدولة الإسلامية الأمر الذي تصدى له خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه فجيش الجيوش لإعادة القبائل المرتدة إلى دائرة الإيمان والتحضر الإسلامي , فكانت الحرب وكان النصر حليف القيادات الحضرية, فعبرت الخلافة الراشدة " الحواجز الصحراوية للجزيرة العربية والسيطرة على قواها الرعوية، ... فأقام الإسلام للمرة الأولى في التاريخ - كما أقر المؤرخون - حضارة جامعة قاربت بين المعطيات الإغريقية - الرومانية في أقصى الغرب، والعناصر الهندية الصينية في أقصى الشرق - فقد وضع الإسلام بما فيه من عناصر الانفتاح والقوة معطيات الحضارات القديمة في إطاره المرن دون عقد ومضى بها، في ظل (سماحة تعاليم الشرع الحنيف)، إلى أن وصل بها إلى تخوم الجامعات الغربية الناشئة في اوروبا عبر الأندلس" (3)
المصادر :
(1) الانصاري , محمد جابر ,التجديد في الإسلام.. قضية وجود, جريدة الجريدة, http://www.aljaredah.com (تم الاطلاع اغسطس 2007)(2) خليل ,عماد الدين , مدخل الى الحضارة الاسلامية ,الدار العربية للعلوم , سبتمبر 2005,ص232
(3) الانصاري , محمد جابر ,التجديد في الإسلام.. قضية وجود, جريدة الجريدة, http://www.aljaredah.com (تم الاطلاع اغسطس 2007)
0 comment(s) to... “دارفور ..بين البداوة الجاهلة والحضارة السارقة _الحلقة 6 _”
0 التعليقات:
إرسال تعليق