إن أمر انفصال الدولة عن شرائح مجتمعاتها له دور كبير في تعزيز قيم البداوة بين أبناء المجتمع الواحد, فالدولة أساس مهم من أسس الحضارة فإذا قويت بتنميتها قربت القاصي إليها قبل الداني وإذا تخلت عن دورها الإيماني والتنموي تجذر الصراع والاقتتال بين الإخوة وتسهلت مهمة الغريب الغاصب المتمكن دوما بأسلحة العلم والمعرفة والقوة الباطشة من سلب إرادة من غلب على أمره بمنهج الاستنفاع أولا والاستعباد آخرا ؟؟ فللدولة دور في بسط نفوذها بقوة العدل التي تحكم بين الناس فانها تصلح حالا وتشيد عمرانا وتغرس أشجارا وتخاف جلالا أن تسائل يوم القيامة عن عثرة بغلة في الطريق ؟؟ " إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلأَمَانَاتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً " ( النساء :58)
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله الشريف: " لا تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت وإذا حكمت عدلت وإذا استرحمت رحمت ", وعن الحسن رضي الله عنه قال: إن الله أخذ على الحكام ثلاثا: أن لا يتبعوا الهوى، وأن يخشوه ولا يخشوا الناس، ولا يشتروا بآياته ثمنا قليلا. ثم قرأ " يٰدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَـٰكَ خَلِيفَةً فِى ٱلأَرْضِ" (1)
إن الدولة التي تأخذ بأسباب النهوض لشرائح مجتمعاتها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" عليها أن تأخذ بأسباب التفوق القادر على حماية شعبها من التشرذم والضياع .
فحركة التاريخ التي كتبت يوما حسبة استقلال الدول العربية عن الخلافة العثمانية كمنهج خلاص لواقع الحال المتردي يوما أسقطت العرب في وحل الاستعمار الغربي سنينا مما زاد ويلات الأمة محنةً وتشرذما ،فاستقلت في 20 دولة " ذات جهاز إداري ضخم ومتحكم بصورة طاغية في الاقتصاد القومي وفي نظم التعليم والثقافة" ، فأصبح تنظير الدولة كما يرى الكاتب نزيه نصيف الأيوبي في كتابه "العرب ومشكلة الدولة" بتجذرها الاجتماعي، وإطارها القانوني وأخلاقياتها الفلسفية- لا يزال متخلفا بصفة عامة". مما انعكس سلبا على روحية المواطن العربي بعمله وانتمائه فاختار الأغلب وللأسف نهج الانسحاب " شيئاً فشيئاً بأن يترك الفاعلية لخصومه في الداخل والخارج ، وأن يتحول – بالتالي – إلي كم لا يملك القدرة على التنامي ، ومن ثم لا يملك ثقله في مجابهة التحديات التي راحت تتداعى عليه من كل مكان حتى وصلت بالأمة إلي الهزيمة المؤكدة على أكثر من مستوى " (2).. " وكانت النتيجة هذا الخندق العميق الذي يفصلنا عن التفوق الغربي ، علي الأقل في ميادين العلوم الصرفة والتطبيقية وراحت تتردد علي ألسنة الكتاب والمعلمين مقولة "أننا مسبوقون بما لا يقل عن قرنين من الزمن" ، وأن محاولة اللحاق بالخصم تكاد تصبح مستحيلة بسبب هذا الحاجز الزمني الذي ينطوي على ألف إضافة وإضافة لحضارة الآخر حيث ظللنا نحن في مواقعنا من الزمن والمكان لا نكاد نبرحها إلا قليلاً". (3)
المصادر :
(1) فخر الدين ,محمد الرازي , التفسير الكبير ومفاتيح الغيب , (ت 606 هـ)
(2) خليل ,عماد الدين , مدخل الى الحضارة الاسلامية ,الدار العربية للعلوم , سبتمبر 2005,ص178
(3) خليل ,عماد الدين , مدخل الى الحضارة الاسلامية ,الدار العربية للعلوم , سبتمبر 2005,ص186
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله الشريف: " لا تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت وإذا حكمت عدلت وإذا استرحمت رحمت ", وعن الحسن رضي الله عنه قال: إن الله أخذ على الحكام ثلاثا: أن لا يتبعوا الهوى، وأن يخشوه ولا يخشوا الناس، ولا يشتروا بآياته ثمنا قليلا. ثم قرأ " يٰدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَـٰكَ خَلِيفَةً فِى ٱلأَرْضِ" (1)
إن الدولة التي تأخذ بأسباب النهوض لشرائح مجتمعاتها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" عليها أن تأخذ بأسباب التفوق القادر على حماية شعبها من التشرذم والضياع .
فحركة التاريخ التي كتبت يوما حسبة استقلال الدول العربية عن الخلافة العثمانية كمنهج خلاص لواقع الحال المتردي يوما أسقطت العرب في وحل الاستعمار الغربي سنينا مما زاد ويلات الأمة محنةً وتشرذما ،فاستقلت في 20 دولة " ذات جهاز إداري ضخم ومتحكم بصورة طاغية في الاقتصاد القومي وفي نظم التعليم والثقافة" ، فأصبح تنظير الدولة كما يرى الكاتب نزيه نصيف الأيوبي في كتابه "العرب ومشكلة الدولة" بتجذرها الاجتماعي، وإطارها القانوني وأخلاقياتها الفلسفية- لا يزال متخلفا بصفة عامة". مما انعكس سلبا على روحية المواطن العربي بعمله وانتمائه فاختار الأغلب وللأسف نهج الانسحاب " شيئاً فشيئاً بأن يترك الفاعلية لخصومه في الداخل والخارج ، وأن يتحول – بالتالي – إلي كم لا يملك القدرة على التنامي ، ومن ثم لا يملك ثقله في مجابهة التحديات التي راحت تتداعى عليه من كل مكان حتى وصلت بالأمة إلي الهزيمة المؤكدة على أكثر من مستوى " (2).. " وكانت النتيجة هذا الخندق العميق الذي يفصلنا عن التفوق الغربي ، علي الأقل في ميادين العلوم الصرفة والتطبيقية وراحت تتردد علي ألسنة الكتاب والمعلمين مقولة "أننا مسبوقون بما لا يقل عن قرنين من الزمن" ، وأن محاولة اللحاق بالخصم تكاد تصبح مستحيلة بسبب هذا الحاجز الزمني الذي ينطوي على ألف إضافة وإضافة لحضارة الآخر حيث ظللنا نحن في مواقعنا من الزمن والمكان لا نكاد نبرحها إلا قليلاً". (3)
المصادر :
(1) فخر الدين ,محمد الرازي , التفسير الكبير ومفاتيح الغيب , (ت 606 هـ)
(2) خليل ,عماد الدين , مدخل الى الحضارة الاسلامية ,الدار العربية للعلوم , سبتمبر 2005,ص178
(3) خليل ,عماد الدين , مدخل الى الحضارة الاسلامية ,الدار العربية للعلوم , سبتمبر 2005,ص186
0 comment(s) to... “دارفور ..بين البداوة الجاهلة والحضارة السارقة _الحلقة 8 _”
0 التعليقات:
إرسال تعليق