"لقد دفع الجفاف "بدو" دارفور إلى تجاوز المسارات التي اختطت منذ عقود لتنظيم ترحالهم بحثا عن الماء والكلأ " (1) وهو الأمر الذي دفع القرويين من جهتهم إلى الحرص "على حماية مزارعهم بإغلاق مسارات البدو أحيانا..، وبالتالي ضاعت معالم الطريق وضاعت معها فسحة التعايش بمقدار ما تقلصت موارد الأرض"(2) ، مما دفع الناس إلى استنزاف ما تبقى من الأرض المخضرة يوما لتصبح دارفور الجميلة أرضا يفتك بها الجوع والمرض والتصحر؟؟
وقد أرجع رجل الأمم المتحدة بان كي مون التغيرات المناخية إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي اعتبرها سبب الأزمة، التي تحدث في دارفور ويضيف ، في مقال نشر في صحيفة "واشنطن بوست": إن التغير المناخي يتحمل جزءا من المسؤولية في تفجر الصراع في دارفور , وإن العالم يجب أن يخلص إلى دروس من أزمة دارفور، ومنها الدرس الذي يتصل بالتأثيرات التي تحدثها ظاهرة الاحتباس الحراري على الآمال بإحلال السلام".(3)
لقد كانت لدعوة أمين عام الأمم المتحدة صدى عند أهل العلم والبصيرة فمشهد دارفور المأساوي واقع لن يتوقف وسيناريو الصراع سوف يتكرر في بقاع الأرض المعمورة خاصة في الدول التي لديها هاجس العجز المائي وتخلف التنمية المنشودة كأغلب الدول العربية والإفريقية, فشكل الأرض قد تغير لونه وأصبحت دارفور الخضراء صحراء مجدبة يتقاتل أهلها في ردة خالفت شريعتهم الإسلامية التي تحرم اقتتال المسلمين, كما ترى في سلوك البداوة أمراً يخرج أصحابه عن دائرة الإيمان ؟؟
فالبداوة كما يرى ابن خلدون "في أعلى شدتها مفسدة للعمران" , وهو ما يخالف منهج الاستخلاف الرباني لذرية آدم ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِى ٱلارْضِ خَلِيفَةً ) [البقرة:30]. ( ثُمَّ جَعَلْنَـٰكُمْ خَلَـٰئِفَ فِى ٱلأرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) [يونس:14]، " هذا الاستخلاف لا مجال فيه للعبث وإضاعة الوقت فيما لا ينفع" , ( أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ) [القيامة:36]، ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ ) [المؤمنون:115] ..فلابد أن يستثمر الإنسان حياته لتنمية ما في الكون، وهي المتمثلة في عملية التعمير: ( هُوَ أَنشَأَكُمْ مّنَ ٱلاْرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبّى قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ) [هود:61].
المصادر:
(1) "دارفور.. ما وراء الإنسانية", قناة الجزيرة ,تاريخ الحلقة: 16/11/2006 (تم الاطلاع اكتوبر 2007)
(2) "دارفور.. ما وراء الإنسانية", قناة الجزيرة ,تاريخ الحلقة: 16/11/2006 (تم الاطلاع اكتوبر 2007)
(3) دارفور تواجه أزمة بيئية ,Cable News Network (cnn) 23/06/2007 ( تم الاطلاع نوفمبر 2007)
وقد أرجع رجل الأمم المتحدة بان كي مون التغيرات المناخية إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي اعتبرها سبب الأزمة، التي تحدث في دارفور ويضيف ، في مقال نشر في صحيفة "واشنطن بوست": إن التغير المناخي يتحمل جزءا من المسؤولية في تفجر الصراع في دارفور , وإن العالم يجب أن يخلص إلى دروس من أزمة دارفور، ومنها الدرس الذي يتصل بالتأثيرات التي تحدثها ظاهرة الاحتباس الحراري على الآمال بإحلال السلام".(3)
لقد كانت لدعوة أمين عام الأمم المتحدة صدى عند أهل العلم والبصيرة فمشهد دارفور المأساوي واقع لن يتوقف وسيناريو الصراع سوف يتكرر في بقاع الأرض المعمورة خاصة في الدول التي لديها هاجس العجز المائي وتخلف التنمية المنشودة كأغلب الدول العربية والإفريقية, فشكل الأرض قد تغير لونه وأصبحت دارفور الخضراء صحراء مجدبة يتقاتل أهلها في ردة خالفت شريعتهم الإسلامية التي تحرم اقتتال المسلمين, كما ترى في سلوك البداوة أمراً يخرج أصحابه عن دائرة الإيمان ؟؟
فالبداوة كما يرى ابن خلدون "في أعلى شدتها مفسدة للعمران" , وهو ما يخالف منهج الاستخلاف الرباني لذرية آدم ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِى ٱلارْضِ خَلِيفَةً ) [البقرة:30]. ( ثُمَّ جَعَلْنَـٰكُمْ خَلَـٰئِفَ فِى ٱلأرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) [يونس:14]، " هذا الاستخلاف لا مجال فيه للعبث وإضاعة الوقت فيما لا ينفع" , ( أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ) [القيامة:36]، ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ ) [المؤمنون:115] ..فلابد أن يستثمر الإنسان حياته لتنمية ما في الكون، وهي المتمثلة في عملية التعمير: ( هُوَ أَنشَأَكُمْ مّنَ ٱلاْرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبّى قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ) [هود:61].
المصادر:
(1) "دارفور.. ما وراء الإنسانية", قناة الجزيرة ,تاريخ الحلقة: 16/11/2006 (تم الاطلاع اكتوبر 2007)
(2) "دارفور.. ما وراء الإنسانية", قناة الجزيرة ,تاريخ الحلقة: 16/11/2006 (تم الاطلاع اكتوبر 2007)
(3) دارفور تواجه أزمة بيئية ,Cable News Network (cnn) 23/06/2007 ( تم الاطلاع نوفمبر 2007)
0 comment(s) to... “دارفور ..بين البداوة الجاهلة والحضارة السارقة _الحلقة4 _”
0 التعليقات:
إرسال تعليق