في عام 1996 عدت من حج بيت الله الحرام وقد أنهكتني "الكحة" المفاجئة التي لم تنفع معها أدوية البعثة الكويتية أو مستوصف الفيحاء, فنشدت عيادة الدكتور احمد الخطيب لآخذ "إبرته" وأشفى من علة لم تشفى. دخلت العيادة في مبناها القديم بمنطقة حولي وقد سبقني في حجز الدور عدد ليس بالقليل من مختلف الجنسيات ,انتظرت طويلا والسعال لا يفارقني لحظة, حتى نادوا باسمي فدخلت على الدكتور "احمد" حييته فحياني وشرحت له مصابي, فكشف علي وكتب بهدوء وصفة دواءه وقال:إن لم ينفع معك الدواء خلال خمسة أيام راجعني ..مرت الأيام الخمسة "والكحة" أسوا مما كانت عليه, فلم أعرف من أمرها سكون حال أو هدوء بال لأطرق باب العيادة مرة أخرى وأخبرت الدكتور عما جرى فقال : يا أخ علي اذهب فورا وأعمل لي أشعة للصدر بالمستشفى "الفلاني" فهم أسرع من الحكومة ذهبت إلى المستشفى وعملت الممرضة البلغارية الأشعة وبعد أن أخرجتها تغير لون وجهها وانطلقت مسرعة إلى عيادة الدكتور القريبة الذي آتى معها على عجل وقال بصوت مرتبك :خذ التقرير والأشعة واذهب إلى الدكتور " احمد " فان لم يعالجك تعال هنا للعلاج فورا؟؟
أمسكت التقرير بيد راجفة وفكر غم عليه السواد , فما حكاية صدري المريض وما سر قولهم :تعال لنا فورا لنعالجك ؟؟وصلت العيادة ودخلت على الدكتور احمد دون أن انتظر, فقد أوصى الممرض بان لا أقف بالدور, امسك التقرير وقراه ثم اخرج الأشعة ونظر لها مليا وكتب دون تردد وصفة علاجه وقال :هذا دواء غالي الثمن لكن عليك بشراءه وأخذه كاملا وراجعني بعد أسبوع ولا تدفع رسوما للمراجعة, شكرت الدكتور احمد وغادرت , وانتظمت بأخذ الدواء ,ولمست بفضل الله الشفاء حتى انقطعت "الكحة " وعدت الدكتور "احمد " فكشف على صدري واطمئن على حالي وقال أوصيك بان لا تقرب مكيف الهواء البارد فحساسية الصدر عندك كبيرة .
حكاية قصيرة تشرفت بالعلاج على يد أول طبيب كويتي,تذكره المصادر بأنه ولد عام 1927 في فريج "الدهله" قرب سوق "واجف" , سافر بعد أن شد عوده إلى لبنان في منتصف الأربعينات لدراسة الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت وهناك تفتحت عيناه على خليط متعدد الأعراق والثقافات كان له الأثر في أن يستمع باهتمام إلى شروح حلقات الدكتور قسطنطين زريق عن القومية العربية التي بذرت فيه نشاطه السياسي حين أسس مع زملاء المهنة " حركة القوميين العرب" التي لعبت دورا بارزا في إثراء العمل السياسي في المنطقة العربية خلال عقدي الخمسينيات والستينات.
عاد بعد الدراسة إلى الكويت في منتصف الخمسينات وعمل طبيبا في المستشفى الأميري (الحكومي), وبعدها فتح عيادة خاصة به , لعب الدكتور أحمد محمد الخطيب دورا بارزا في المجالس النيابية والحركات العمالية النقابية وخاض ما سمي بمعركة المجلس التأسيسي ومشروع دستور دولة الكويت الذي رآه الدكتور في "مذكراته" «الكويت: من الإمارة إلى الدولة ذكريات العمل الوطني والقومي» نضالا شعبيا ساهم دون شك في انتقال الكويت من إمارة إلى دولة ديمقراطية يحكمها دستور وقانون . كشف في مذكراته الطويلة والتي نشرتها "الجريدة" عن عمق علاقاته مع الزعماء العرب وكيف كان يستثمرها دوما لصالح وطنه الصغير, فذهب يوما يقابل صديقه الزعيم المصري جمال عبدالناصر مناشدا إياه التدخل لدرء خطر "قاسم" العراق عندما طالب بضم الكويت إلى جمهوريته فتصدى "عبدالناصر" ومعه العرب الشرفاء لأمر عبدالكريم قاسم وقاموا بواجب العروبة تجاه حماية الكويت والذود عنها .
كتب الكثير في "مذكراته" لكنه أشار في الجزء الثاني منها وتحت عنوان محبط للغاية "الكويت: من الدولة إلى الإمارة" إلى أمر في غاية الخطورة إلى ما سماه بقوى "لا تريد القانون المدني بل تريد العودة بالكويت إلى الوراء، وتريد مصالحها الخاصّة قبل مصلحة المجتمع والوطن والشعب. "فتسعى بكل الطرق "لإلغاء الدستور، والقانون، و جعل طريقة تطبيقهما تتعارض مع ما يريده الناس بما يدفعهم للابتعاد عن المشاركة في الحياة العامة، وفي الانتخابات، ويدفع قوى المجتمع الحيّة والطامحة إلى تطوير الكويت إلى الانكفاء، وهو ما شهدناه من خلال النسب المتدنيّة للمشاركة في الانتخابات، ومن خلال تكتل الناس على أساس انتماءات ما قبل الدولة الجامعة، أي الانتماء القبلي أو الطائفي، ومن خلال الحديث المتزايد عن الدور السلبي لمجلس النواب".
"ابوأريج " أطال الله بعمره يدق ناقوس الخطر محذرا من الآتي الذي سيسلب الأفواه حريتها وإيمانها بريادة "درة الخليج" فهل نحن له منصتون لصوته ؟؟
أمسكت التقرير بيد راجفة وفكر غم عليه السواد , فما حكاية صدري المريض وما سر قولهم :تعال لنا فورا لنعالجك ؟؟وصلت العيادة ودخلت على الدكتور احمد دون أن انتظر, فقد أوصى الممرض بان لا أقف بالدور, امسك التقرير وقراه ثم اخرج الأشعة ونظر لها مليا وكتب دون تردد وصفة علاجه وقال :هذا دواء غالي الثمن لكن عليك بشراءه وأخذه كاملا وراجعني بعد أسبوع ولا تدفع رسوما للمراجعة, شكرت الدكتور احمد وغادرت , وانتظمت بأخذ الدواء ,ولمست بفضل الله الشفاء حتى انقطعت "الكحة " وعدت الدكتور "احمد " فكشف على صدري واطمئن على حالي وقال أوصيك بان لا تقرب مكيف الهواء البارد فحساسية الصدر عندك كبيرة .
حكاية قصيرة تشرفت بالعلاج على يد أول طبيب كويتي,تذكره المصادر بأنه ولد عام 1927 في فريج "الدهله" قرب سوق "واجف" , سافر بعد أن شد عوده إلى لبنان في منتصف الأربعينات لدراسة الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت وهناك تفتحت عيناه على خليط متعدد الأعراق والثقافات كان له الأثر في أن يستمع باهتمام إلى شروح حلقات الدكتور قسطنطين زريق عن القومية العربية التي بذرت فيه نشاطه السياسي حين أسس مع زملاء المهنة " حركة القوميين العرب" التي لعبت دورا بارزا في إثراء العمل السياسي في المنطقة العربية خلال عقدي الخمسينيات والستينات.
عاد بعد الدراسة إلى الكويت في منتصف الخمسينات وعمل طبيبا في المستشفى الأميري (الحكومي), وبعدها فتح عيادة خاصة به , لعب الدكتور أحمد محمد الخطيب دورا بارزا في المجالس النيابية والحركات العمالية النقابية وخاض ما سمي بمعركة المجلس التأسيسي ومشروع دستور دولة الكويت الذي رآه الدكتور في "مذكراته" «الكويت: من الإمارة إلى الدولة ذكريات العمل الوطني والقومي» نضالا شعبيا ساهم دون شك في انتقال الكويت من إمارة إلى دولة ديمقراطية يحكمها دستور وقانون . كشف في مذكراته الطويلة والتي نشرتها "الجريدة" عن عمق علاقاته مع الزعماء العرب وكيف كان يستثمرها دوما لصالح وطنه الصغير, فذهب يوما يقابل صديقه الزعيم المصري جمال عبدالناصر مناشدا إياه التدخل لدرء خطر "قاسم" العراق عندما طالب بضم الكويت إلى جمهوريته فتصدى "عبدالناصر" ومعه العرب الشرفاء لأمر عبدالكريم قاسم وقاموا بواجب العروبة تجاه حماية الكويت والذود عنها .
كتب الكثير في "مذكراته" لكنه أشار في الجزء الثاني منها وتحت عنوان محبط للغاية "الكويت: من الدولة إلى الإمارة" إلى أمر في غاية الخطورة إلى ما سماه بقوى "لا تريد القانون المدني بل تريد العودة بالكويت إلى الوراء، وتريد مصالحها الخاصّة قبل مصلحة المجتمع والوطن والشعب. "فتسعى بكل الطرق "لإلغاء الدستور، والقانون، و جعل طريقة تطبيقهما تتعارض مع ما يريده الناس بما يدفعهم للابتعاد عن المشاركة في الحياة العامة، وفي الانتخابات، ويدفع قوى المجتمع الحيّة والطامحة إلى تطوير الكويت إلى الانكفاء، وهو ما شهدناه من خلال النسب المتدنيّة للمشاركة في الانتخابات، ومن خلال تكتل الناس على أساس انتماءات ما قبل الدولة الجامعة، أي الانتماء القبلي أو الطائفي، ومن خلال الحديث المتزايد عن الدور السلبي لمجلس النواب".
"ابوأريج " أطال الله بعمره يدق ناقوس الخطر محذرا من الآتي الذي سيسلب الأفواه حريتها وإيمانها بريادة "درة الخليج" فهل نحن له منصتون لصوته ؟؟
0 comment(s) to... “الدكتورأحمد الخطيب "الصوت القادم"”
0 التعليقات:
إرسال تعليق