زينة المساجد ..رؤية في منهج الفن الاسلامي -الحلقة الأولى-

Posted 12:48 م by ali-aljassim in


جسد المسجد قمة الفن المعماري الذي ارتبط بشكل حميم برؤية هذا الدين لمعنى الجمال والزينة باعتباره "نقلا بصريا لرؤية العقيدة الإسلامية الكونية". كما قال باحث الفنون والعمارة الإسلامية اوليغ غرابار " فالجمال عنصر أصيل في الكون ومظاهره وهو مركوز في النفس التي تهتز له" (1) تسبيحا وتعظيما لله عزوجل, فالحق تبارك وتعالى قد عدد في كتابه الكريم مواطن الجمال في آيات الكون تبصرة للإنسان وهدايته,فجاء في قوله تعالى: )أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ . وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ( (فاطر:27-28). وقوله: )أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ( (الزمر:21).وقوله: )إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ . وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ( (الصافات:6-7). وقوله: )وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ . وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ . وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ . وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ( (النحل:5-8).
" فهذه الصور الحسية الجميلة التي يوجه إليها القرآن حواسّنا وعقولنا ويسلك آثارها في مجرى مشاعرنا، هي تعهد للإيمان بالرعاية والنمو، وإيقاظ للحس الجمالي فينا، فلا ترى أبلغ من الحقيقة تعبيرًا ولا أصدق تصويرًا , بل إن التعبير الجمالي عن الحقيقة يمتد إلى عوالم الغيب، فالجنة التي أعدت للمتقين، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يصور القرآن الكريم ما فيها بألفاظ تتطابق مع حقيقة ما تشتهيه النفس من أسباب النعيم والراحة والإرضاء الجمالي لمختلف الحواس والمشاعر، قال تعالى: )الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ . ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ . يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ( (الزخرف:69-73). وقال جل جلاله: )إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ . فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ . كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ . يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ( (الدخان:51-55)."(2)

مصادر ومراجع المقالة :
(1) إسلامية الفنون من خلال إسهامات مجلة المسلم المعاصر, محمد مراح ,موقع اسلام اونلاين ( تم الاطلاع 2008)
(2) إسلامية الفنون من خلال إسهامات مجلة المسلم المعاصر, محمد مراح ,موقع اسلام اونلاين ( تم الاطلاع 2008)


0 comment(s) to... “زينة المساجد ..رؤية في منهج الفن الاسلامي -الحلقة الأولى-”

0 التعليقات:

إرسال تعليق