جلس يتأمل نخلته الباسقة ويتساءل بحسرة ما لها وحيدة حزينة .أين ذلك الطير الجميل الذي كان يغرد لها شوقا وحنانا , غفت عينه كمدا ..وصحا بعد برهة على صوت طال فراقه ..ها هو الطير قد عاد , صاح الرجل فرحا : أين أنت يرحمك الله ؟؟
قال الطير : أنا هنا قريب منك لست ببعيد ..
الرجل : لكنني سمعت انك هجرت عشك ولم تعد إليه..
الطير: لم أهجره ولكنني أرغمت على الخروج منه غاضبا ؟؟
الرجل : ومن الذي أرغمك ؟
الطير: انه نزغ سحر أجادته شجرة ملعونة تطاردني منذ عقدين من الزمن..
الرجل : عقدين من الزمن , وماذا تريد منك؟؟
الطير : تريد أن تحقق حلما متصابيا ..لم ارضخ له ..فأرادت أن تنتقم منذ أن أعلنت يوما كفري بها وبأوراقها الساقطة فهددتني بقصة صنعت فصولها دون رغبة مني ؟؟ ثم اتهمتني بعد حين بسرقة ثمرها لتبقي لها حجة الانقضاض علي بأدواتها الغليضة ؟؟.. لم تهدا بملاحقتها الخفية لي لتخرجني بعد صبر من عشي القديم صاغرا أمام أعين الناس ..تطاردني دون رحمة بمطارق الليل وزخات الأذى على الأبواب الخلفية؟؟..أرادت بكل طريقة أن تلبسني ثوب الخيانة ؟؟ ليخفوا صوتي ولتؤد روحي والحقيقة معي ؟؟
الرجل :تؤد روحك ..بربك أفصح , فالناس تتساؤل عن سر عزوبتتك وعزوفك عن الزواج ؟؟
الطير: لم اعزف عن الزواج فهو سنة الخالق في خلقة ومنهج عبادة لمن أراده لكن كيف افرح وابنة إبليس تلاحقني من مكان إلى مكان بعيونها الوقحة واتهام سرقة ثمرها ؟؟ " "قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "(1)
الرجل : وماذا أنت بصانع ؟؟
الطير: لا املك من الأمر شيئا إلا التوكل على الله وحده لأعلن لك ولأهل الطين رغبتي ببناء عش جديد اتمم فرح السنوات الماضية ..سائلا الله أن يرحمني برحمته وان يبدد ظلال الآيات الكاذبات بنور الحقيقة... "حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ * لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأولِي الألْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "(2)
مصادر :
(1) القران الكريم , سورة يوسف , آية :( 25 )
(2) القران الكريم , سورة يوسف ,آية : ( 110_111 )
0 comment(s) to... “هل تتركه ...ليبني عشا ويفرح يوما؟؟”
0 التعليقات:
إرسال تعليق