رحلة إلى المثلث الذهبي _حلقة 6_

Posted 5:14 ص by ali-aljassim in





شكرت " الشايب " الذي كانت رفقته جميلة لا تمل وانطلقنا عائدين أنا ورام إلى جيبور لساعات طويلة مررنا عل أهل القرى الزراعية في الريف الهندي وكان الموسم بتباشيره وصلنا إليها بالليل وبعد ان وضعت أمتعتي بالفندق قلت لرام هيا نذهب إلى منتزه chokhi dhani وصلنا إلى مكانه وإذا بعلية القوم رواده , دخلنا إلى الداخل وكان بوفيه العشاء في الهواء الطلق أخذنا أطباقنا الصغيرة والمصنوعة من أوراق الشجر المجفف, حقا كان الأكل لذيذا وملابس الحضور كانت أجمل خاصة النساء فألوانهم براقة لم أكن اعرف أن الجمال الهندي إلا عندما رأيته ,صدقت ما قالته سيمونا : سوف ترى أجمل من اشواري راي ملكة جمال الهند والعالم, تجولت في المنتزه فكانت هناك أشبه بالاحتفال الفلوكلوري من رقصات فردية وجماعية وألاعيب البهلوان وخفة يد حاوي يأكل بيضة ويخرج من يديه حمامة يصفق له الحضور إعجابا ويطالبه بالإعادة ليعرفوا سر الخدعة ولكنهم يعجزوا عن اكتشافها ..
كانت ليلة من ألف ليلة عدنا للفندق وقد هلكت قواي ختمت اليوم الطويل بالصلاة وذكرا الواحد الأحد .
جاء الصبح والبرنامج حافل بالزيارة فبأدناه بقلعة عنبر وهو حصن ضخم شيد على التلال بالقرن السادس عشر كان يفترض إن أركب فيلا يأخذني إلى القلعة لكن مصادفة عطلة عيد المسلمين مع عطلة الهندوس وزحمة السواح لم احصل على فيل واحد , فقدنا السيارة إلى خلف القلعة التي تعتبر رائعة الشكل والتصميم تطل على المدينة الحمراء جيبور لعاصمة الهندوس التي كان يحكمها المهراجا مان سينج، حيث لم يهاجم أي إمبراطور مغولي هذه العاصمة إذ كانت تربط بينهم وشائج مصاهرة، فأخت هذا المهراجا هي "جودا باي" زوجة الإمبراطور أكبر وهي أم الإمبراطور جهاقير أكبر. انتهيا من القلعة ونزلنا إلى طريق يبعد مسافة عنها ليدخلني المرافق مكانا به فيلة قال سيدي اختر واحدا منها لتركبه , ركبت وأعطاني عامل الفيل عمامته الحمراء وخرجنا إلى الطرقات نلف ونلتقط صور من كاميرتي ومن مصور احترف التصوير دون استئذان .
ذهبنا بعد ذلك إلى مرصد جيبور الفلكي Jantar Mantar, built between 1728 and 1734, literally means the ‘instruments for measuring the harmony of the heavens’. الذي شيد عام1728 ، من قبل المهراجا سينغ ، الذي كان وراء المشاريع الكبرى في جيبور، وأرشدني المرافق (لال) إلى ساعات الشمس والمناخ وكيف تقاس حركة الكواكب والنجوم وأشار إلى إن علم الفلك مرتبط بالعقيدة الهندوسية ارتباطا وثيقا فالمرء لا يخطو خطوة إلا باستشارة النجوم والكواكب لما لها من تأثير على حياته ومستقبله, فقلت إن علم الفلك برع فيه المسلمون أيضا ولكن المسلم الحق لا يؤمن بالتنجيم فهم محرم في العقيدة الإسلامية لما له من آثار سلبية على مفهوم التسليم لقدر الله وقضائه وشرحت كيف إذا الإنسان استشار منجما أو عرافا عن أمر وأخبره بالطالع السيئ نحوه كالذي يقول إن لديك صديقا يكيد لك فاحذر منه أو ابتعد فأنت حينها سوف تتغير تجاه ذلك الصديق الأمر الذي ينعكس سلبا على أمر المودة بينكما وهو ما يجعل العلاقة مسرحا للمكائد والخصومة ,هز لي رأسه بالطريقة الهندية ولا اعلم إن كان قد اقتنع بكلامي أم لا.انتقلنا بعد ذلك إلى قصر الرياح الذي بني عام 1799 لكن اعمال الترميم منعتنا من الدخول إليه , استمتعنا بالنظر إلى عمارته المميزه ولونه الزهري المحمر ونوافذه العديده التي كانت نساء الأسرة الحاكمة تطل منها لمشاهدة الحياة اليوميه والمواكب الملكيه في المدينة من دون أن ينظر إليهم الآخرون انتهينا من الزيارة الخاطفة لقصر الرياح وذهبنا إلى مدينة القصور التي مازال بعض أحفاد المهراجا الكبير يسكنون جانبا منها ,تجولنا في إرجاء قصر ضم متحفا ودار الضيافة وكيف استقبلت يوما الملكة البريطانية الحالية اليزابيث فخيرها المهراجا بين ضيافته أو ضيافة قصره فاختارت ضيافته فقدم لها في وجبة العشاء فقط شوربة عدس فشكرته امتنانا ,هكذا حكي لي المرافق (لال) الذي همس لي في نهاية الجولة :بأنه يمتلك كنزا من التاريخ قلت :ما هو قال: أخبرك عندما نعود إلى الفندق .عدنا الى الفندق وجلست في صالة الاستقبال انتظر كنز لال الذي أتى به يحمله في لفافة من المخمل الأحمر وجلس بجانبي وفتحه بهدوء بالغ فإذا بالكنز مخطوط قديم عثر عليه صديقه المسلم الذي أراد بيعه انتفاعا تصفحت الكتاب على مهل فوجدته مكتوب بالفارسية ومكحل برسوم وزخرفة إسلامية جميلة , فقلت له : كنزك لا ينفعني لأنه مكتوب بالفارسية . أعدته إليه وأعاده مرة أخرى إلى لفافته المخملية ,ثم قال :سيدي انتهى برنامج اليوم آمل أن يكون قد أعجبك فقلت له: أجل وشكرا على الرفقة ,ودعته عند باب الفندق وتواعدت مع رام السائق أن يأتيني الساعة الثانية فجرا للذهاب إلى المطار .
جاء الوقت المتفق ورام قبل الثانية ينتظرني انطلقت معه إلى مطار جيبور الذي ازدحمت صالة مغادرة بالهنود الجدد الذين قدموا طلبات عمل في الإمارات العربية المتحدة شكرت رام وأجزلت له العطاء معروفا لرفقته الطبية وعنايته الكبيرة بي , وعدت سالما معافى إلى الكويت ,واتصلت قائلا : شكرا سيمونا على ما رتبت لي من أمر السفر إلى بلادك وإنني الآن بصدد الرسم والكتابة عما شاهدت فيها , قالت :هل لي برسمة تاج محل , قلت: لاباس بصورة عنها. .


0 comment(s) to... “رحلة إلى المثلث الذهبي _حلقة 6_”

0 التعليقات:

إرسال تعليق