في الصباح الباكر كنت بانتظار السائق الذي كان هو أيضا بانتظاري فسألته عن القدوم المبكر فقال إن الطريق طويل ولدينا مدن أخرى غير القيروان , أليست هذه رغبتك ؟؟ قلت: بلى . قال : هيا إذن فالبكور بركة ,فركبنا السيارة الصغيرة وانطلقنا إلى مدينة القيروان التي يعود تاريخها إلى عام 50 هـ منذ أن دخل الإسلام تونس في القرن السابع بعد الميلاد حيث تعرف باسم رابعة الثلاث بعد مكة المكرمة، والمدينة المنورة والقدس الشريف، ذلك لأنها أقدم وأول مدينة إسلامية، وقد بناها القائد المجاهد عقبة بن نافع لتكون قاعدة لنشر الإسلام في المغرب العربي وإفريقيا , وأطلق عليها اسم القيروان ومعناها في اللغة العربية(القافلة).
اختار القائد عقبة موقع القيروان المدينة على أساس حاجات إستراتيجية واضحة, بعيدا عن البصر في وسط البلاد ولئلا تمر عليها مراكب الروم فتهلكها, فخط بعصاه على الأرض حدود المعسكر وشيد فيها دار الإمارة، والمسجد الجامع وشق بعد ذلك طرق البيوت والأسواق, وكان للقيروان سور له 14 باباً، وقد لعبت دورا كبيرا في بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي، فمنها انطلقت جيوش الجهاد مع أئمة الدعوة، لنشر الإسلام وتعليم العربية.
وصلنا بسلامة الله تعالى بعد أن قطعنا الطريق الزراعي فأيقنت صدق مقولة تونس الخضراء ,التي هي خضراء بالفعل فري الزراعة أغلبه من المطر والأرض الحمراء صالحة لكل الحبوب والفواكه وكما أخبرني السائق محمد: أن تونس يا أخي لا تستورد قوتها من الخارج, فحمدت الله على ما سمعت وأيقنت برؤيا العين أمر التمنية في البلد الشقيق.
قدمنا القيروان وتوقفنا عند مسجد له تربيعة الشكل تشبه مسجد عقبة بن نافع فظننته هو فصحح السائق ما اعتقدت : تفضل يا أخ علي للسلام على صحابي رسول الله أبو زمعة عبيد بن أرقم البلوي، من أصحاب الشجرة, توفي خلال الفتوحات الإسلاميّة لإفريقيّة في غزوة معاوية بن حديج وذلك إثر معركة ضدّ الجيوش البيزنطيّة قرب عين جلولة ( 30كم غرب القيروان ).
نزلنا إلى صحن المسجد ثم إلى رواق وغرفة استظل تحتها الضريح الذي بناه حمودة باشا سنة 1072 هـ/1663م إكراما لمن كان يحمل معه شعيرات من الرّسول (صلى الله عليه وسلّم)، ويلقّبه أهل القيروان بـ"صاحب الشعرات".. ثم انطلقنا إلى مسجد عقبة بن نافع المهيب ببنيانه وعلو منارته فاستقبلتنا مقابر المسلمين الأوائل بجوار المسجد فاستشعرت جهاد الأولين وعظم ما قاموا به من فتوحات مباركة, ثم دخلنا باليمين المسجد الذي عد يوما أكبر مسجد في أفريقيا السوداء إلى أن بنى الملك الحسن الثاني مسجده الكبير في المغرب دخلت المسجد الذي تذكره مصادر التاريخ حين إنشائه على أغلب الظن أنه كان بسيطاً صغير المساحة تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف.فحرص الذين جددوا بناءه فيما بعد على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه، فكان أول من جدد بناء الجامع بعد عقبة هو حسان بن النعمان الغساني الذي هدمه كله وأبقى المحراب وأعاد بناءه بعد أن وسعه وقوى بنيانه وكان ذلك في عام 80 هـ.
ثم أمر هشام بن عبد الملك من واليه على القيروان بشر بن صفران بأن يزيد في بناء المسجد ويوسعه، فقام بشراء أرض شمالي المسجد وضمها إليه، وأضاف لصحن المسجد مكانا للوضوء وبنى مئذنة للمسجد في منتصف جداره الشمالي عند بئر تسمى بئر الجنان. وبعدها بخمسين عاما (155 هـ) قام يزيد بن حاتم والي أبي جعفر المنصور على أفريقية بإصلاح وترميم وزخرفة المسجد.وفي عام 221 هـ قام ثاني أمراء الأغلبيين زيادة الله بن الأغلب بهدم أجزاء من الجامع لتوسعته كما قام برفع سقفه وبنى قبة مزخرفة بلوحات رخامية على اسطوانة المحراب. وقد أراد زيادة الله أن يهدم المحراب إلا أن فقهاء القيروان عارضوه وقالوا له: «إن من تقدمك توقفوا عن ذلك لما كان واضعه عقبة بن نافع ومن كان معه». فقال أحد المعماريين: «أنا أدخله بين حائطين فيبقى دون أن يظهر في الجامع أثر لغيرك»، فأخذ بهذا الرأي وأمر ببناء محراب جديد بالرخام الأبيض المخرم الذي يطل منه الناظر على محراب عقبة الأساسي.ثم زين الأمير أحمد بن محمد الأغلبي المنبر وجدار المحراب بلوحات رخامية وقرميد خزفي. وفي عام 261 هـ قام أحمد الأغلبي بتوسعة الجامع وبنى قبة باب البهو وأقام مجنبات تدور حول الصحن, في هذه المرحلة يعتقد أن الجامع قد وصل إلى أقصى درجات جماله.
اختار القائد عقبة موقع القيروان المدينة على أساس حاجات إستراتيجية واضحة, بعيدا عن البصر في وسط البلاد ولئلا تمر عليها مراكب الروم فتهلكها, فخط بعصاه على الأرض حدود المعسكر وشيد فيها دار الإمارة، والمسجد الجامع وشق بعد ذلك طرق البيوت والأسواق, وكان للقيروان سور له 14 باباً، وقد لعبت دورا كبيرا في بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي، فمنها انطلقت جيوش الجهاد مع أئمة الدعوة، لنشر الإسلام وتعليم العربية.
وصلنا بسلامة الله تعالى بعد أن قطعنا الطريق الزراعي فأيقنت صدق مقولة تونس الخضراء ,التي هي خضراء بالفعل فري الزراعة أغلبه من المطر والأرض الحمراء صالحة لكل الحبوب والفواكه وكما أخبرني السائق محمد: أن تونس يا أخي لا تستورد قوتها من الخارج, فحمدت الله على ما سمعت وأيقنت برؤيا العين أمر التمنية في البلد الشقيق.
قدمنا القيروان وتوقفنا عند مسجد له تربيعة الشكل تشبه مسجد عقبة بن نافع فظننته هو فصحح السائق ما اعتقدت : تفضل يا أخ علي للسلام على صحابي رسول الله أبو زمعة عبيد بن أرقم البلوي، من أصحاب الشجرة, توفي خلال الفتوحات الإسلاميّة لإفريقيّة في غزوة معاوية بن حديج وذلك إثر معركة ضدّ الجيوش البيزنطيّة قرب عين جلولة ( 30كم غرب القيروان ).
نزلنا إلى صحن المسجد ثم إلى رواق وغرفة استظل تحتها الضريح الذي بناه حمودة باشا سنة 1072 هـ/1663م إكراما لمن كان يحمل معه شعيرات من الرّسول (صلى الله عليه وسلّم)، ويلقّبه أهل القيروان بـ"صاحب الشعرات".. ثم انطلقنا إلى مسجد عقبة بن نافع المهيب ببنيانه وعلو منارته فاستقبلتنا مقابر المسلمين الأوائل بجوار المسجد فاستشعرت جهاد الأولين وعظم ما قاموا به من فتوحات مباركة, ثم دخلنا باليمين المسجد الذي عد يوما أكبر مسجد في أفريقيا السوداء إلى أن بنى الملك الحسن الثاني مسجده الكبير في المغرب دخلت المسجد الذي تذكره مصادر التاريخ حين إنشائه على أغلب الظن أنه كان بسيطاً صغير المساحة تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف.فحرص الذين جددوا بناءه فيما بعد على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه، فكان أول من جدد بناء الجامع بعد عقبة هو حسان بن النعمان الغساني الذي هدمه كله وأبقى المحراب وأعاد بناءه بعد أن وسعه وقوى بنيانه وكان ذلك في عام 80 هـ.
ثم أمر هشام بن عبد الملك من واليه على القيروان بشر بن صفران بأن يزيد في بناء المسجد ويوسعه، فقام بشراء أرض شمالي المسجد وضمها إليه، وأضاف لصحن المسجد مكانا للوضوء وبنى مئذنة للمسجد في منتصف جداره الشمالي عند بئر تسمى بئر الجنان. وبعدها بخمسين عاما (155 هـ) قام يزيد بن حاتم والي أبي جعفر المنصور على أفريقية بإصلاح وترميم وزخرفة المسجد.وفي عام 221 هـ قام ثاني أمراء الأغلبيين زيادة الله بن الأغلب بهدم أجزاء من الجامع لتوسعته كما قام برفع سقفه وبنى قبة مزخرفة بلوحات رخامية على اسطوانة المحراب. وقد أراد زيادة الله أن يهدم المحراب إلا أن فقهاء القيروان عارضوه وقالوا له: «إن من تقدمك توقفوا عن ذلك لما كان واضعه عقبة بن نافع ومن كان معه». فقال أحد المعماريين: «أنا أدخله بين حائطين فيبقى دون أن يظهر في الجامع أثر لغيرك»، فأخذ بهذا الرأي وأمر ببناء محراب جديد بالرخام الأبيض المخرم الذي يطل منه الناظر على محراب عقبة الأساسي.ثم زين الأمير أحمد بن محمد الأغلبي المنبر وجدار المحراب بلوحات رخامية وقرميد خزفي. وفي عام 261 هـ قام أحمد الأغلبي بتوسعة الجامع وبنى قبة باب البهو وأقام مجنبات تدور حول الصحن, في هذه المرحلة يعتقد أن الجامع قد وصل إلى أقصى درجات جماله.
0 comment(s) to... “رحلة تونس _ حلقة الثانية_”
0 التعليقات:
إرسال تعليق