قرن الظل برحمة الله عز وجل على عباده في قوله " قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى " [ الأعراف 160 ] , يشير ابن كثير لمعنى الغمام "وهو جمع غمامة سمي بذلك لأنه يغم السماء أي يواريها ويسترها وهو السحاب الأبيض الذي ظُلل به بنو إسرائيل ليقيهم حر الشمس" (1) . ويقال : (أغمت) السماء و(تغيمت) إذا تلبدت بالغيوم, و(الغم) في الأصل هو ستر الشيء وجمعه (غموم). (2)
وقال ابن عباس وظللنا عليكم الغمام : قال : غمام أبرد من هذا وأطيب وهو الذي يأتي الله فيه ( يوم القيامة ) في قوله : " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور" { البقرة: 210}, "و { الظلل } جمع ظلة، وهي ما أظلك الله به، { والغمام } لا يكون كذلك إلا إذا كان مجتمعاً متراكماً، فالظلل من الغمام عبارة عن قطع متفرقة كل قطعة منها تكون في غاية الكثافة والعظم، فكل قطعة ظلة، والجمع ظلل، قال تعالى:{ وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ }[لقمان: 32] وقرأ بعضهم: { إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظِلَـٰلٍ مّنَ ٱلْغَمَامِ } فيحتمل أن يكون الظلال جمع ظلة، كقلال وقلة، وأن يكون جمع ظل.(3)
وقال عبد الله بن عمرو في تفسير الآية :" يهبط حين يهبط وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب منها النور والظلمة والماء فيصوت الماء في تلك الظلمة صوتا تنخلع له القلوب ".
ويرى الشيخ الشعراوي معنى { فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ }: فيه شيء يظللك وفيه شيء تستظل به، والشيء الذي يظللك لا يكون لك ولاية عليه في أن يظللك إلاّ أن ترى أين ظله وتذهب إليه، ". (4)
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن أمر الغمام: " فيه إثبات لعظمة الله عزّ وجلّ في قوله تعالى: { في ظلل من الغمام }؛ فـ{ ظلل } نكرة تدل على أنها ظلل عظيمة، وكثيرة؛ ولهذا جاء في سورة الفرقان: "ويومَ تَشقَّقُ السَّماءُ بالغمام " [الفرقان: 25] يعني تثور ثوراناً بهذا الغمام العظيم من كل جانب؛ كل هذا مقدمة لمجيء الجبار سبحانه وتعالى ". (5)
وظل الحق أمره كبير في العقيدة الإسلامية فهو عنوان الرحمة يوم الدين ,
{ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ . إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [ الشعراء:88-89 ] , فقد أورد البخاري ومسلم في صحيحهما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق، بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)) (6), حيث جاء في شرح معنى ( في ظله ) , كما قال العياض : "إضافة الظل إلى الله إضافة ملك , وكل ظل فهو ملكه . كذا قال , وكان حقه أن يقول إضافة تشريف , ليحصل امتياز هذا على غيره , كما قيل للكعبة بيت الله مع أن المساجد كلها ملكه . وقيل المراد بظله كرامته وحمايته كما يقال فلان في ظل الملك , وهو قول عيسى بن دينار وقواه عياض , وقيل المراد ظل عرشه , ويدل عليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن " سبعة يظلهم الله في ظل عرشه " فذكر الحديث , وإذا كان المراد ظل العرش استلزم ما ذكر من كونهم في كنف الله وكرامته من غير عكس فهو أرجح , وبه جزم القرطبي , ويؤيده أيضا تقييد ذلك بيوم القيامة كما صرح به . ابن المبارك في روايته عن عبيد الله بن عمر وهو عند المصنف في كتاب الحدود , وبهذا يندفع قول من قال : المراد ظل طوبى أو ظل الجنة لأن ظلهما إنما يحصل ثم بعد الاستقرار في الجنة . ثم إن ذلك مشترك لجميع من يدخلها , والسياق يدل على امتياز أصحاب الخصال المذكورة , فيرجح أن المراد ظل العرش , وروى الترمذي وحسنه من حديث أبي سعيد مرفوعا " أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا إمام عادل " .(7)
المراجع والمصادر :
(1) تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ)
(2) النجار ,زغلول ,جريدة الاهرام , 19/1/2004
(3) تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ)
(4) تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
(5) موقع فضلية الشيخ ابن عثيمين http://www.ibnothaimeen.com/index.shtml
(6) صحيح البخاري ح (660)، صحيح مسلم ح (1031)
(7) كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري
وقال ابن عباس وظللنا عليكم الغمام : قال : غمام أبرد من هذا وأطيب وهو الذي يأتي الله فيه ( يوم القيامة ) في قوله : " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور" { البقرة: 210}, "و { الظلل } جمع ظلة، وهي ما أظلك الله به، { والغمام } لا يكون كذلك إلا إذا كان مجتمعاً متراكماً، فالظلل من الغمام عبارة عن قطع متفرقة كل قطعة منها تكون في غاية الكثافة والعظم، فكل قطعة ظلة، والجمع ظلل، قال تعالى:{ وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ }[لقمان: 32] وقرأ بعضهم: { إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظِلَـٰلٍ مّنَ ٱلْغَمَامِ } فيحتمل أن يكون الظلال جمع ظلة، كقلال وقلة، وأن يكون جمع ظل.(3)
وقال عبد الله بن عمرو في تفسير الآية :" يهبط حين يهبط وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب منها النور والظلمة والماء فيصوت الماء في تلك الظلمة صوتا تنخلع له القلوب ".
ويرى الشيخ الشعراوي معنى { فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ }: فيه شيء يظللك وفيه شيء تستظل به، والشيء الذي يظللك لا يكون لك ولاية عليه في أن يظللك إلاّ أن ترى أين ظله وتذهب إليه، ". (4)
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن أمر الغمام: " فيه إثبات لعظمة الله عزّ وجلّ في قوله تعالى: { في ظلل من الغمام }؛ فـ{ ظلل } نكرة تدل على أنها ظلل عظيمة، وكثيرة؛ ولهذا جاء في سورة الفرقان: "ويومَ تَشقَّقُ السَّماءُ بالغمام " [الفرقان: 25] يعني تثور ثوراناً بهذا الغمام العظيم من كل جانب؛ كل هذا مقدمة لمجيء الجبار سبحانه وتعالى ". (5)
وظل الحق أمره كبير في العقيدة الإسلامية فهو عنوان الرحمة يوم الدين ,
{ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ . إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [ الشعراء:88-89 ] , فقد أورد البخاري ومسلم في صحيحهما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق، بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)) (6), حيث جاء في شرح معنى ( في ظله ) , كما قال العياض : "إضافة الظل إلى الله إضافة ملك , وكل ظل فهو ملكه . كذا قال , وكان حقه أن يقول إضافة تشريف , ليحصل امتياز هذا على غيره , كما قيل للكعبة بيت الله مع أن المساجد كلها ملكه . وقيل المراد بظله كرامته وحمايته كما يقال فلان في ظل الملك , وهو قول عيسى بن دينار وقواه عياض , وقيل المراد ظل عرشه , ويدل عليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن " سبعة يظلهم الله في ظل عرشه " فذكر الحديث , وإذا كان المراد ظل العرش استلزم ما ذكر من كونهم في كنف الله وكرامته من غير عكس فهو أرجح , وبه جزم القرطبي , ويؤيده أيضا تقييد ذلك بيوم القيامة كما صرح به . ابن المبارك في روايته عن عبيد الله بن عمر وهو عند المصنف في كتاب الحدود , وبهذا يندفع قول من قال : المراد ظل طوبى أو ظل الجنة لأن ظلهما إنما يحصل ثم بعد الاستقرار في الجنة . ثم إن ذلك مشترك لجميع من يدخلها , والسياق يدل على امتياز أصحاب الخصال المذكورة , فيرجح أن المراد ظل العرش , وروى الترمذي وحسنه من حديث أبي سعيد مرفوعا " أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا إمام عادل " .(7)
المراجع والمصادر :
(1) تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ)
(2) النجار ,زغلول ,جريدة الاهرام , 19/1/2004
(3) تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ)
(4) تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
(5) موقع فضلية الشيخ ابن عثيمين http://www.ibnothaimeen.com/index.shtml
(6) صحيح البخاري ح (660)، صحيح مسلم ح (1031)
(7) كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري
0 comment(s) to... “الغمام وظل العرش العظيم”
0 التعليقات:
إرسال تعليق