تحت عنوان »خمسون عاما من العطاء والتضحية والفداء« يكتب الدكتور عبدالمالك خلف التميمي عن دور سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح إبان محنة الغزو العراقي لدولة الكويت في أغسطس عام 1990م، في تأصيل الشرعية الكويتية المتمثلة بالأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح والعمل الجاد على تحرير الوطن من براثن الاحتلال العراقي، فيذكر (بتصرف):" أثناء زيارته إلى المملكة المتحدة ولقائه مع أبناء الكويت في لندن في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 1990م طرح فكرة انعقاد المؤتمر الشعبي... وحتى عودته إلى الطائف عرض الفكرة على حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله فباركها وأيدها، وبدأت الإجراءات لتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر وقد باشر سموه حفظه الله جميع الإجراءات بنفسه بدءاً من الاجتماع مع اللجنة التحضيرية وإعداد جدول الأعمال ومقابلة بعض الشخصيات الكويتية التي ستحضر المؤتمر وتوضيح فكرة المؤتمر والاتفاق على شعار المؤتمر وصولاً إلى إصدار الدعوات إلى جميع المشاركين، فرفع المؤتمر شعاره " التحرير شعارنا... سبيلنا... هدفنا " وقد ألقى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الراحل كلمة الافتتاح وكذلك ألقى سمو الشيخ سعد العبدالله رئيس المؤتمر كلمة في اليوم الأول ثم ألقى سموه كلمة في ختام المؤتمر ثم صدر عن المؤتمر بيان ختامي يشمل تسعة عشر بندا ثم تكونت لجنة من تسعة وعشرين عضواً بدعوة لتشكيل هيئة استشارية عليا يرأسها سموه لمتابعة تنفيذ التوصيات والقرارات التي صدرت عن المؤتمر".عمل دؤوب شكل الاختبار الأقسى لمعدن رجال القيادة التنفيذية في الكويت، فكان الشيخ سعد من أبرز شخصيات الكويت التي تولت مسؤوليات جساما ومهمات صعبة، استطاع فيها أن يجمع قلوب الكويتيين جميعا على حب الوطن والذود عن حياضه وبذل الغالي والنفيس في سبيل حريته وسيادته.يسعى دوماً لخير الناس وصالح العرب، فالجميع يستذكر مواقفه في محنة قاسم العراق بعيد الاستقلال حين وقف بجانب والده الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم من على شرفة قصر السيف يحث أهل الكويت والجموع المتظاهرة على حب الوطن والفداء له.ثم يقف بكل صلابة خلف أخوه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح إبان الاعتداء على موكبه ومحاولة اغتياله، ثم فداءه البطولي لياسر عرفات حين اشتدت نار الفتنة بينه وبين ملك الأردن، فلم يتردد الشيخ سعد في زيارة الأردن ضمن اللجنة التي شكلتها القمة العربية الطارئة مخترقا خطوط النار بين الطرف الفلسطيني والأردني ليصل إلى عرفات وينقذه بعد أن أرغمه سموه على ارتداء ثوبه (دشداشته).عرفته المصادر التاريخية بأنه الابن الأكبر للشيخ عبدالله السالم الصباح، ولد عام 1930م وتلقى تعليمه العام في المدرسة المباركية في الكويت ثم سافر إلى بريطانيا عام 1951م حيث التحق بكلية هندون العسكرية ثم نال دورات متخصصة في شوون الأمن والشرطة.تدرج في مختلف المناصب في جهاز الشرطة والأمن حتى عين نائباً لرئيس الشرطة العامة التي كان يتولى المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح رئاستها واستمر في هذا المنصب إلى عام 1959م ثم ضمت الشرطة للأمن العام وتولى الشيخ سعد منصب نائب رئيس الشرطة والأمن العام عندما كان يتولى رئاستها المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الصباح. عين وزيراً للداخلية يوم 17 يناير عام 1962 في أول تشكيل وزاري في ظل الدستور، وفي عام 1964 أسندت إليه وزارة الدفاع بالإضافة إلى وزارة الداخلية، وزكى ولياً للعهد يوم 31 يناير 1978 وكلف بتشكيل الوزارات وترأسها أعواما.يعد الشيخ سعد العبدالله من صانعي السياسة الكويتية في مجالي الأمن والدفاع، فهو أول وزير للداخلية وثاني وزير للدفاع في ظل الدستور الذي ساهم بوضع مواده، عرف عنه تمتعه بإحساس عميق بالمسؤولية وعاطفة صادقة وثقافة واسعة، يتكلم الإنجليزية بطلاقة، ويهوى الشعر ويقرأ في كتب الأدب والتاريخ والفنون العسكرية والخطط الاستراتيجية، وكذلك عرفت عنه شعبيته الجارفة بين أبناء الكويت , فكان دائماً قبل مرضه حريصاً على الالتقاء بهم، فديوان سموه في قصر الشعب مفتوح يوم الاثنين من كل أسبوع يستمع إلى شكواهم ويتخذ ما يناسب من قرار.أحبه أهل الكويت بصدق فبادلوه مشاعر الحب والوفاء، فعند عودته من رحلة العلاج عام 1997م خرجت الكويت عن بكرة أبيها منذ منتصف النهار في ظاهرة غير مسبوقة على الإطلاق يسألون الله الكريم أن يمن على "أبوفهد" موفور الصحة والعافية إنه ولي ذلك والقادر على كل شيء.
0 comment(s) to... “الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح..الامير الوالد الحبيب القائد”
0 التعليقات:
إرسال تعليق