أوضحت كثير من الدراسات التاريخية إن الكتابات الحائطية لعبت دورا كبيرا ومؤثرا في الساحة النضالية ولعل تجربة الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي والنضال الفلسطيني في الأرض المحتلة خير شاهد معاصر ,حيث تستعرض الباحثة دنيا الأمل إسماعيل في بحثها القيم بعنوان ' صحافة الجدران.. جريدة الشارع ' الكتابة الحائطية بــدءا من الانتفاضة الأولــى إلى عهد اتفاقيات السلام فتذكر ( بتصرف ) :
' في الانتفاضة الأولى لعبت الكتابة على الجدران أو صحافة الحائط دوراً تحريضيا وتعبويا في العمل النضالي الشعبي خاصة في ظل غياب وسائل إعلام وطنية تعبر عن الوجع الفلسطيني وكانت عين الرقيب العسكري الإسرائيلي بالمرصاد لمن تسول له نفسه القيام بهذا الفعل إذ يجد نفسه أسير تهمة الكتابة على الجدران التي لا تقل عقوبتها عن ستة أشهر سجن...
وإن عملية الكتابة على الجدران كانت عملية نضالية حقيقية تتطلب أن تتوفر لها مجموعة من الشباب بين ( 3-5 ) أفراد غالبا ما يكونون أعضاء في لجان المقاومة الشعبية في الانتفاضة الأولى يرتدون زيا خاصة كله من اللون الأسود بدءاً من قناع الوجه ومرورا بالجسد وانتهاء باليدين المغطاتين بقفازين سوداوين والقدمين المغطاتين أيضا بجوربين سوداوين وكانت المهمة تنجز ليلا حيث تخف حركة الناس ... وتؤكد الباحثة أن فترة الانتفاضة الأولى شهدت مجد صحافة الحائط التي كانت تلعب دوراً كبيراً في التأثير على الجماهير ودفعهم نحو اتخاذ مواقف محددة من القضايا والمناسبات الوطنية كالاضطرابات والاعتصامات والتظاهرات ..... وقد أتبع نظام الخصخصة بين الفصائل التي قسمت المناطق الفلسطينية إلى مناطق نفوز خاصة بكل فصيل للكتابة منعاً للتشابكات .... كانت الشعارات التي تكتب أيام الانتفاضة الأولى ذات طابع سياسي نضالي في مجملها .. أما اليوم فالوضع مختلف إذ تنوعت الشعارات بين السياسي والاجتماعي والتجاري ودخلت لغة التهديد والتشهير إلي مضامين الشعارات وأصبح هناك تساهل في عملية الرقابة الحزبية على ما يكتب على الجدران ، كما دخلت الحسابات الشخصية وصراعات المصالح إلي حلبة الصراع على الحيطان .
لكن هناك شعارات لم تتغير كثيراً في الانتفاضتين كنعي الشهداء والتأكيد على المناسبات الوطنية والحزبية الخاصة بكل فصيل ...
وتأثرت الجمالية واللغة في صحافة الجدران ، ففي الانتفاضة الأولى كان القلق والخوف من الاعتقال أو التعرض لنيران الجيش الإسرائيلي عاملين حاسمين فيما يتعلق بالشكل الجمالي لهذه الصحافة ، كما كان اللون الأسود هو الغالب على هذه الكتابات مع بعض التنويع القليل في الألوان الأخرى كاستخدام ألوان العلم الفلسطيني أو استخدام كل فصيل اللون الخاص به . وأيضا جرى التضحية باللغة بشكل مرير إذ يظهر الكثير من الأخطاء الإملائية والنحوية في هذه الكتابات .
وتذكر الباحثة دنيا الأمل في ختام مقالتها إلى دور بلدية غزة في عهد السلام المزعوم في تنظيم حملتها السنوية ( غزة مدينة نظيفة ) للتخلص من عادة الكتابة على الجدران .. وتنظيم الحضور الرسمي في ذكرى النكبة في شارع عمر المختار الشارع الرئيسي في غزة حيث تتحول حيطانه إلى لوحات فنية تعكس آلام الفلسطينيين وأحلامهم برؤية فنانين وفنانات ' , تشخص أعينهم كثيراً وبخوف كبير إلى جدار إسمنتي عال بارتفاع يتراوح ما بين (5ر4 – 9 أمتار ) يمتد إلى آلاف الكيلومترات يضم أراضي فلسطينية بشكل غير قانوني يقام عليها قراب 75 مستوطنة إسرائيلية يسكنها 303 ألف مستوطن ، يقسم الناس على أساس عرقي وفصل عنصري ويعوق حركة المواطنين الفلسطينيين منتهكا لكافة المواثيق والأعراف الدولية وخاصة قرار الأمم المتحدة الصادر بتاريخ (21/10/2003م) القاضي ببطلانه منذ أن شرعت الحكومة الإسرائيلية برئاسة أرئيل شارون عام 2002م ببنائه تحت مسمى ' السياج الأمني ' هدفه كما تزعم إنقاذ حياة المواطنين الإسرائيليين من الإرهاب الفلسطيني'.
جدار سيكون مسرحا للفن الساخط من الاحتلال وظلمه وسيكون عنوانا للريشة الثائرة والفن المقاوم كما كان جدار سور برلين عنوان الغضب من مواطني ألمانيا الشرقية والغربية حتى سقط بهدمه وبقي من آثاره متحف لفن الرسم على الجدران أو ما يعرف اليوم بفن 'الغرافيتي' .
' في الانتفاضة الأولى لعبت الكتابة على الجدران أو صحافة الحائط دوراً تحريضيا وتعبويا في العمل النضالي الشعبي خاصة في ظل غياب وسائل إعلام وطنية تعبر عن الوجع الفلسطيني وكانت عين الرقيب العسكري الإسرائيلي بالمرصاد لمن تسول له نفسه القيام بهذا الفعل إذ يجد نفسه أسير تهمة الكتابة على الجدران التي لا تقل عقوبتها عن ستة أشهر سجن...
وإن عملية الكتابة على الجدران كانت عملية نضالية حقيقية تتطلب أن تتوفر لها مجموعة من الشباب بين ( 3-5 ) أفراد غالبا ما يكونون أعضاء في لجان المقاومة الشعبية في الانتفاضة الأولى يرتدون زيا خاصة كله من اللون الأسود بدءاً من قناع الوجه ومرورا بالجسد وانتهاء باليدين المغطاتين بقفازين سوداوين والقدمين المغطاتين أيضا بجوربين سوداوين وكانت المهمة تنجز ليلا حيث تخف حركة الناس ... وتؤكد الباحثة أن فترة الانتفاضة الأولى شهدت مجد صحافة الحائط التي كانت تلعب دوراً كبيراً في التأثير على الجماهير ودفعهم نحو اتخاذ مواقف محددة من القضايا والمناسبات الوطنية كالاضطرابات والاعتصامات والتظاهرات ..... وقد أتبع نظام الخصخصة بين الفصائل التي قسمت المناطق الفلسطينية إلى مناطق نفوز خاصة بكل فصيل للكتابة منعاً للتشابكات .... كانت الشعارات التي تكتب أيام الانتفاضة الأولى ذات طابع سياسي نضالي في مجملها .. أما اليوم فالوضع مختلف إذ تنوعت الشعارات بين السياسي والاجتماعي والتجاري ودخلت لغة التهديد والتشهير إلي مضامين الشعارات وأصبح هناك تساهل في عملية الرقابة الحزبية على ما يكتب على الجدران ، كما دخلت الحسابات الشخصية وصراعات المصالح إلي حلبة الصراع على الحيطان .
لكن هناك شعارات لم تتغير كثيراً في الانتفاضتين كنعي الشهداء والتأكيد على المناسبات الوطنية والحزبية الخاصة بكل فصيل ...
وتأثرت الجمالية واللغة في صحافة الجدران ، ففي الانتفاضة الأولى كان القلق والخوف من الاعتقال أو التعرض لنيران الجيش الإسرائيلي عاملين حاسمين فيما يتعلق بالشكل الجمالي لهذه الصحافة ، كما كان اللون الأسود هو الغالب على هذه الكتابات مع بعض التنويع القليل في الألوان الأخرى كاستخدام ألوان العلم الفلسطيني أو استخدام كل فصيل اللون الخاص به . وأيضا جرى التضحية باللغة بشكل مرير إذ يظهر الكثير من الأخطاء الإملائية والنحوية في هذه الكتابات .
وتذكر الباحثة دنيا الأمل في ختام مقالتها إلى دور بلدية غزة في عهد السلام المزعوم في تنظيم حملتها السنوية ( غزة مدينة نظيفة ) للتخلص من عادة الكتابة على الجدران .. وتنظيم الحضور الرسمي في ذكرى النكبة في شارع عمر المختار الشارع الرئيسي في غزة حيث تتحول حيطانه إلى لوحات فنية تعكس آلام الفلسطينيين وأحلامهم برؤية فنانين وفنانات ' , تشخص أعينهم كثيراً وبخوف كبير إلى جدار إسمنتي عال بارتفاع يتراوح ما بين (5ر4 – 9 أمتار ) يمتد إلى آلاف الكيلومترات يضم أراضي فلسطينية بشكل غير قانوني يقام عليها قراب 75 مستوطنة إسرائيلية يسكنها 303 ألف مستوطن ، يقسم الناس على أساس عرقي وفصل عنصري ويعوق حركة المواطنين الفلسطينيين منتهكا لكافة المواثيق والأعراف الدولية وخاصة قرار الأمم المتحدة الصادر بتاريخ (21/10/2003م) القاضي ببطلانه منذ أن شرعت الحكومة الإسرائيلية برئاسة أرئيل شارون عام 2002م ببنائه تحت مسمى ' السياج الأمني ' هدفه كما تزعم إنقاذ حياة المواطنين الإسرائيليين من الإرهاب الفلسطيني'.
جدار سيكون مسرحا للفن الساخط من الاحتلال وظلمه وسيكون عنوانا للريشة الثائرة والفن المقاوم كما كان جدار سور برلين عنوان الغضب من مواطني ألمانيا الشرقية والغربية حتى سقط بهدمه وبقي من آثاره متحف لفن الرسم على الجدران أو ما يعرف اليوم بفن 'الغرافيتي' .
0 comment(s) to... “الجدار ... جريدة التاريخ ومنبر الحرية الصامد”
0 التعليقات:
إرسال تعليق