بعد افتتاح معرضي الأول عام 1992 التقيت الصديق "بوسالم " بعد صلاة العصر في المسجد المجاور لبيتنا وسألني عن لوحة الشيخ عبدالله السالم رحمه الله هل ما زالت لدي فأجبته بأنني أهديتها لراعي المعرض الشيخ علي عبدالله السالم فرد علي بقول : يا حسافة !! فاستفسرت عن سبب حسافته قال لقد التقيت بالنائب محمد الرشيد وحدثته عن اللوحة وكيف إنها سجلت شعارات التجمع الشعبي أو ما يسمى بحركة دواوين الاثنين التي طالبت بعودة الحياة البرلمانية قبيل الغزو العراقي عام 1990 وان النائب الفاضل قد رغب كثيرا باللوحة لما تحمله من دلالات كبيرة, فقلت له لا تتحسف واللوحة ستكون عند العم محمد الرشيد بعد خمسة أيام قال كيف قلت له سأرسم له لوحة مطابقة للأصل إكراما لهذا الرجل , وفعلا وقبل اليوم الخامس كنت قد أتممت اللوحة التي رسمت صورة الشيخ عبدالله السالم الملقب بابو الدستور وخطيت تحتها شعارات دواوين الاثنين التي ما زلت أتذكر أحداثها جيدا حين تجمع نواب مجلس الأمة المنحل عام 1986 في ديوانية النائب جاسم القطامي بالشامية بأوائل شهر ديسمبر 1989 وأعلنوا أنهم يد واحدة للمطالبة بعودة الديمقراطية إلى الكويت ثم تلا ذلك تجمعا جماهيريا في ديوانية النائب مشاري العنجري بمنطقة النزهة وما صادف ذلك الاجتماع من تطويق امني حذر النواب والناس المتجمهرة من مخالفة قانون التجمعات الذي أصبح محل نقاش بين أهل القانون في الصحافة الكويتية حول مخالفة الديوانية الكويتية للقانون فهي _ أي الديوانية_ تشكل إرثا تاريخيا وبرلمانا تقليديا يعتز به أهل الكويت عن سواهم فهو الملتقى الاجتماعي الذي تتحاور به الآراء بود واحترام ,,, لتتطور بعد ذلك الأحداث حين اعتقل النائب احمد الشريعان وأخذه من محافظة الجهراء إلى مخفر الفيحاء وحجزه فيه ليعتصم الناس أمام المخفر ساعات طوال مطالبين إطلاق سراحه , وبالفعل تم إطلاق سراح الرجل ليأخذ بموكب احتفالي كبير من الجماهير التي سارت خلفه بسياراتها حتى أوصلته إلى ديوان بيته ...أحداث كبيرة دلت على تمسك أهل الكويت بالديمقراطية كسبيل لبناء مجتمعهم الصغير تحت شعار كبير" وحدة وحدة وطنية مجلس امة وحرية".
اتصلت بابوسالم وقلت له إنني انتهيت من اللوحة دعنا نذهب إلى النائب محمد الرشيد ,فتواعدنا بعد صلاة العصر وركبنا سوية السيارة وانطلقنا إلى ديوان بيته الكائن بضاحية عبدالله السالم واستقبلنا الرجل بالسلام والترحاب وأخذتنا الأحاديث عن الغزو وأيامه وتطرق العم الرشيد إلى أهمية دستور الكويت الذي كان حبل النجاة لأهل الكويت حكومة وشعبا أبان الغزو الصدامي فهو الذي اقر عبر مواده بشرعية حكم آل الصباح الكرام, وان أهل الكويت مهما كان ظاهر الاختلاف بينهم في أمور دولتهم إلا إنهم لن يرتضوا بغير الصباح شيوخا وحكاما.
كان الحوار معه ممتعا فالرجل له تاريخ في مسيرة الحياة البرلمانية , قمت وقدمت له اللوحة وقبل المغادرة امسك بيدي واخرج ما في جيبه فقلت : لا والله إنها لهدية لك ولتاريخك الكبير الذي أضاء لنا ولأجيال الكويت دروب الديمقراطية في هذا البلد المعطاء فشكرنا وشكرناه على حسن حفاوته واستقباله .
اتصلت بابوسالم وقلت له إنني انتهيت من اللوحة دعنا نذهب إلى النائب محمد الرشيد ,فتواعدنا بعد صلاة العصر وركبنا سوية السيارة وانطلقنا إلى ديوان بيته الكائن بضاحية عبدالله السالم واستقبلنا الرجل بالسلام والترحاب وأخذتنا الأحاديث عن الغزو وأيامه وتطرق العم الرشيد إلى أهمية دستور الكويت الذي كان حبل النجاة لأهل الكويت حكومة وشعبا أبان الغزو الصدامي فهو الذي اقر عبر مواده بشرعية حكم آل الصباح الكرام, وان أهل الكويت مهما كان ظاهر الاختلاف بينهم في أمور دولتهم إلا إنهم لن يرتضوا بغير الصباح شيوخا وحكاما.
كان الحوار معه ممتعا فالرجل له تاريخ في مسيرة الحياة البرلمانية , قمت وقدمت له اللوحة وقبل المغادرة امسك بيدي واخرج ما في جيبه فقلت : لا والله إنها لهدية لك ولتاريخك الكبير الذي أضاء لنا ولأجيال الكويت دروب الديمقراطية في هذا البلد المعطاء فشكرنا وشكرناه على حسن حفاوته واستقباله .
0 comment(s) to... “محمد الرشيد ولوحة عبدالله السالم”
0 التعليقات:
إرسال تعليق