عدت إلى الكويت وبت متأثراً بمدرسة الفنان شاكر حسن آل سعيد الجميلة فكانت الحماسة الأولى التي تبلورت إلى تجربة عمل لوحتين ، الأولى تضمنت جدارا هالكا كتبت عليه أيادي الطفولة أحلامها وذكرياتها وحبها الأول والأخير إلا أنها خطت باللون العريض كلمة ' أفيقوا ' رسالة من كاتبها إلى الأمة ... واللوحة الثانية ، كنت كغيري عاشقا لتراث الكويت وحزينا لهدمه فرسمت لوحة لجدار بيت طيني امتدت منه أسلاك محولات الكهرباء القديمة وكتب على جداره 'للتثمين' بيعت اللوحة في المعرض الأول للشباب والذي أقامه المجلس الوطني للثقافة والفنون عام 1989م فرحت كثيرا وكنت سعيدا بالعمل والتجربة ، شعرت أن الرسالة وصلت وأن العمل الفني بحاجة إلى المزيد ، بغية توثيق الكتابات الحائطية التي كنا نشاهدها يوميا عبر التلفاز أيام الانتفاضة الأولى والمعبرة ضد الاحتلال الإسرائيلي فشرعت بأولها 'القدس لنا' إلا أن الأمر توقف بتوقف الساعة الثانية فجراً من يوم الثاني من أغسطس عام 1990م حين انتقلت الحالة الفلسطينية إلى الكويت المحتلة فشاهدت بعيني المجردة دبابات عراقية تغزو الكويت من أجل تحرير فلسطين .. ؟!!
لم أصدق الحدث إلا أنني رصدت وشاهدت جموع أبناء الكويت تهب غاضبة في انتفاضة شعبية ترفض منذ اليوم الأول مبدأ الاحتلال العراقي وزيف الحكومة المؤقتة ، فخرجت الشعارات تكتب على الجدران والأسوار : ' لا للحكومة المؤقتة ' ، ' نعم لحكومة الكويت الشرعية ' ، ' الموت لهدام العراق ' ،
' عاش الشيخ جابر ' ، ' لا لعلاء الخائن ' ، ' نعم لجابر وسعد ' ، ' نعم لآل الصباح ' ، ' الموت للغازي المعتدي ' ، ' لا للاحتلال ' ..
نجحت الشعارات المكتوبة حيث لعبت الدور التحريضي المطلوب مما ' أغاظ جنود الطاغية ' ' كما يذكر الدكتور محمد الدمخى مؤلف كتاب كويتي تحت الاحتلال ' فألقوا القبض على كل من كتب شعاراً وعاقبوه إما بهدم بيته أو حرقه أو بإعدام صاحب المنزل ونشر الدمخي وثائق مهمة موجهة من مدير عام مكتب أمانة سر القطر ( محمد زمام عبد الرزاق ) إلى المجرم علي حسن المجيد بتاريخ 9/9/1990م تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ، تمسك أهل الكويت بقائدهم وأميرهم سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ( طيب الله ثراه ) وتوضح الوثيقة تأشيرة موقعة من المجرم ( سبعاوي إبراهيم ) مدير جهاز المخابرات تأمر بهدم أو حرق كل منزل عليه شعار للكويت أو صورة لسمو الأمير .
لعبت الشعارات والكتابات الحائطية دوراً كبيراً أيام الاحتلال العراقي ، فكانت بمثابة البوق الإعلامي الكبير لأهل الكويت الصامدين ، في ظل غياب الإعلام الرسمي والأهلي . كما إنها دونت فرحة التحرير تشكر الخطوط الملونة التحالف الدولي الذي أنقذ الكويت من براثن الاحتلال العراقي .
ويجدر بالذكر أن السفارة الأمريكية بالكويت في مبناها القديم المطل على شارع الخليج العربي قد امتلأت بعد تحرير الكويت عام 1991م بشعارات وعبارات الشكر والعرفان لأمريكا وبوش الأب، مما حدا بإدارة السفارة مشكورة أن تقدر ذلك الأمر وتقوم بحفظ جزء من الشعارات المكتوبة على سورها الخارجي حين غطته بمادة النايلون ، حماية من عوامل الطقس والتعرية وتقديراً للكتابة الحائطية ، التي لم تشرع للأسف أي جهة رسمية أو أهلية في الكويت برصدها أو تدوين أمرها كمرحلة نضالية لأهل الكويت .
لم أصدق الحدث إلا أنني رصدت وشاهدت جموع أبناء الكويت تهب غاضبة في انتفاضة شعبية ترفض منذ اليوم الأول مبدأ الاحتلال العراقي وزيف الحكومة المؤقتة ، فخرجت الشعارات تكتب على الجدران والأسوار : ' لا للحكومة المؤقتة ' ، ' نعم لحكومة الكويت الشرعية ' ، ' الموت لهدام العراق ' ،
' عاش الشيخ جابر ' ، ' لا لعلاء الخائن ' ، ' نعم لجابر وسعد ' ، ' نعم لآل الصباح ' ، ' الموت للغازي المعتدي ' ، ' لا للاحتلال ' ..
نجحت الشعارات المكتوبة حيث لعبت الدور التحريضي المطلوب مما ' أغاظ جنود الطاغية ' ' كما يذكر الدكتور محمد الدمخى مؤلف كتاب كويتي تحت الاحتلال ' فألقوا القبض على كل من كتب شعاراً وعاقبوه إما بهدم بيته أو حرقه أو بإعدام صاحب المنزل ونشر الدمخي وثائق مهمة موجهة من مدير عام مكتب أمانة سر القطر ( محمد زمام عبد الرزاق ) إلى المجرم علي حسن المجيد بتاريخ 9/9/1990م تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ، تمسك أهل الكويت بقائدهم وأميرهم سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ( طيب الله ثراه ) وتوضح الوثيقة تأشيرة موقعة من المجرم ( سبعاوي إبراهيم ) مدير جهاز المخابرات تأمر بهدم أو حرق كل منزل عليه شعار للكويت أو صورة لسمو الأمير .
لعبت الشعارات والكتابات الحائطية دوراً كبيراً أيام الاحتلال العراقي ، فكانت بمثابة البوق الإعلامي الكبير لأهل الكويت الصامدين ، في ظل غياب الإعلام الرسمي والأهلي . كما إنها دونت فرحة التحرير تشكر الخطوط الملونة التحالف الدولي الذي أنقذ الكويت من براثن الاحتلال العراقي .
ويجدر بالذكر أن السفارة الأمريكية بالكويت في مبناها القديم المطل على شارع الخليج العربي قد امتلأت بعد تحرير الكويت عام 1991م بشعارات وعبارات الشكر والعرفان لأمريكا وبوش الأب، مما حدا بإدارة السفارة مشكورة أن تقدر ذلك الأمر وتقوم بحفظ جزء من الشعارات المكتوبة على سورها الخارجي حين غطته بمادة النايلون ، حماية من عوامل الطقس والتعرية وتقديراً للكتابة الحائطية ، التي لم تشرع للأسف أي جهة رسمية أو أهلية في الكويت برصدها أو تدوين أمرها كمرحلة نضالية لأهل الكويت .
0 comment(s) to... “الجدار ... جريدة التاريخ ومنبر الحرية الصامد”
0 التعليقات:
إرسال تعليق