تستمد عمارة المساجد ثوابت عناصرها المعمارية من المسجد النبوي الشريف
" باعتباره حدثا فريدا في تاريخ العمارة الإسلامية فهو أول بناء خالص يمكن إطلاق صفة إسلامي عليه ، حيث وضع الرسول الكريم بأفعاله وتوجيهاته في بناء المسجد النبوي أسس عمارة المساجد تاركا بعد ذلك للمسلمين حرية الابتكار والإبداع حسب ظروف كل مكان وبيئته.., وتشمل أربعة عناصر رئيسة" ( 5):
العنصر الأول : جدار القبلة : وهو الجدار الرئيس في بيت الصلاة المتجه نحو مكة المكرمة, ويسكنه المحراب "وكلمة "المحراب" كلمة عربية قديمة وردت في معاجم اللغة في مادة "حرب" ومن معانيها : صدر المجلس" , فهو نتوء في منتصف جدار المسجد المواجه للقبلة يدل على اتجاهها, ويكون عادة على شكل طاقة نصف دائرية أو مضلعة مجوفة تسع أن يقف فيها رجل .
العنصر الثاني: الصحن المكشوف : الذي ميز النموذج النبوي ,ودوره في المسجد كمصدر أساسي للتهويـة وإضاءة الأروقة" , وفي كثير من المساجد يضم الصحن مصادر للمياه يتوضأ منها الناس - وهي - في الأغلب على شكل "بحيرات" يندفع إليها الماء الجارى وتشكل - إضافة إلى مهمتها الأساسية - لمسة جمالية على صحن المسجد كما في المسجد الأموي بالشام.كذلك يستفاد من الصحن في استيعاب المصلين إذا زادوا عن طاقة حرم المسجد وفي المساجد الكبيرة كالمسجد الأموي في دمشق ومسجد ابن طولون في القاهرة أقيمت في صحنيهما قباب صغيرة ذات أبواب مقفلة وضعت فيها خزينة الدولة وأوراقها ووثائقها الهامة.(6)
العنصر الثالث: الأروقة المسقوفة : والرواق هو الممر العريض المسقوف الذي يحيط بالصحن من جانب واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة جوانب ، أكبرها وأهمها رواق الصلاة ( القبلة ) ، وتختلف طرق تسقيف الأروقة حسب الزمـان والمكان والطراز المعماري .
العنصر الرابع: المنبر : اشتقت كلمة المنبر من " نبر " وأنتبر الشيء أي بمعنى ارتفع , وله تعاريف أخرى في المراجع اللغوية تتفق بهذا المعنى" وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب في المسلمين بمسجده الشريف وهو واقف عند أحد الجذوع التي تحمل السقف ومتكىء على عصا من خشب "الدوم" ولاحظ المسلمون أن هذا الموقف يشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعبه فاقترحوا عليه أن يتخذ شيئاً يجلس عليه ويستريح فوافقهم على ذلك فصنع له منبراً من خشب الأثل يتألف من ثلاث درجات الأولى والثانية منها لصعوده والثالث لجلوسه وارتفاعه ذراعان وثلاث أصابع وعرضه ذراع واحد وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة... وتوالت بعد ذلك إقامة المنابر في المساجد في مختلف ديار المسلمين وزيد في عدد درجاتها بسبب إتساع مساحة المساجد وكثرة عدد المصلين ولكي يتمكن المسلمون من رؤية الخطيب ويتمكن الخطيب من رؤيتهم, وبات "المنبر" جزءاً أساسياً من مقومات المسجد الجامع وهو يصنع - في الأغلب - من الخشب وقد أبدع الفنانون المسلمون في نقش المنابر وزخرفتها واستخدمت الأخشاب الثمينة في صنعها.
مصادر ومراجع المقالة :
(5) العمارة الإسلامية والبيئة _ د. يحيى الوزيري (6) عمارة المساجد _موقع وزارة الإعلام _المملكة العربية السعودية
" باعتباره حدثا فريدا في تاريخ العمارة الإسلامية فهو أول بناء خالص يمكن إطلاق صفة إسلامي عليه ، حيث وضع الرسول الكريم بأفعاله وتوجيهاته في بناء المسجد النبوي أسس عمارة المساجد تاركا بعد ذلك للمسلمين حرية الابتكار والإبداع حسب ظروف كل مكان وبيئته.., وتشمل أربعة عناصر رئيسة" ( 5):
العنصر الأول : جدار القبلة : وهو الجدار الرئيس في بيت الصلاة المتجه نحو مكة المكرمة, ويسكنه المحراب "وكلمة "المحراب" كلمة عربية قديمة وردت في معاجم اللغة في مادة "حرب" ومن معانيها : صدر المجلس" , فهو نتوء في منتصف جدار المسجد المواجه للقبلة يدل على اتجاهها, ويكون عادة على شكل طاقة نصف دائرية أو مضلعة مجوفة تسع أن يقف فيها رجل .
العنصر الثاني: الصحن المكشوف : الذي ميز النموذج النبوي ,ودوره في المسجد كمصدر أساسي للتهويـة وإضاءة الأروقة" , وفي كثير من المساجد يضم الصحن مصادر للمياه يتوضأ منها الناس - وهي - في الأغلب على شكل "بحيرات" يندفع إليها الماء الجارى وتشكل - إضافة إلى مهمتها الأساسية - لمسة جمالية على صحن المسجد كما في المسجد الأموي بالشام.كذلك يستفاد من الصحن في استيعاب المصلين إذا زادوا عن طاقة حرم المسجد وفي المساجد الكبيرة كالمسجد الأموي في دمشق ومسجد ابن طولون في القاهرة أقيمت في صحنيهما قباب صغيرة ذات أبواب مقفلة وضعت فيها خزينة الدولة وأوراقها ووثائقها الهامة.(6)
العنصر الثالث: الأروقة المسقوفة : والرواق هو الممر العريض المسقوف الذي يحيط بالصحن من جانب واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة جوانب ، أكبرها وأهمها رواق الصلاة ( القبلة ) ، وتختلف طرق تسقيف الأروقة حسب الزمـان والمكان والطراز المعماري .
العنصر الرابع: المنبر : اشتقت كلمة المنبر من " نبر " وأنتبر الشيء أي بمعنى ارتفع , وله تعاريف أخرى في المراجع اللغوية تتفق بهذا المعنى" وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب في المسلمين بمسجده الشريف وهو واقف عند أحد الجذوع التي تحمل السقف ومتكىء على عصا من خشب "الدوم" ولاحظ المسلمون أن هذا الموقف يشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعبه فاقترحوا عليه أن يتخذ شيئاً يجلس عليه ويستريح فوافقهم على ذلك فصنع له منبراً من خشب الأثل يتألف من ثلاث درجات الأولى والثانية منها لصعوده والثالث لجلوسه وارتفاعه ذراعان وثلاث أصابع وعرضه ذراع واحد وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة... وتوالت بعد ذلك إقامة المنابر في المساجد في مختلف ديار المسلمين وزيد في عدد درجاتها بسبب إتساع مساحة المساجد وكثرة عدد المصلين ولكي يتمكن المسلمون من رؤية الخطيب ويتمكن الخطيب من رؤيتهم, وبات "المنبر" جزءاً أساسياً من مقومات المسجد الجامع وهو يصنع - في الأغلب - من الخشب وقد أبدع الفنانون المسلمون في نقش المنابر وزخرفتها واستخدمت الأخشاب الثمينة في صنعها.
مصادر ومراجع المقالة :
(5) العمارة الإسلامية والبيئة _ د. يحيى الوزيري (6) عمارة المساجد _موقع وزارة الإعلام _المملكة العربية السعودية
0 comment(s) to... “مساجدنا الجميلة_ الحلقة 5_”
0 التعليقات:
إرسال تعليق