حياة الفهد..الحدباء التي أحبها الجميع

Posted 10:22 ص by ali-aljassim in







بعد انتهاء الفصل الأول من مسرحية 'سيف العرب' قررنا كمجموعة أن نذهب ونحي الممثلين خلف كواليس مسرح الدسمة فبادرنا التحية والإكبار للفنانة مريم الصالح والقدير عبدالحسين عبدالرضا وحينما وصلنا إلى غرفة الفنانة حياة الفهد لم نستطع الدخول فوقفنا أمام زحمة محيطيها فالجميع كان يطمئن على صحتها من مصاب مرض الانفلونزا وقد كان بالقرب منها دوما ابنتيها اللتان حرصتا على تقديم كافة الرعاية لها وعندما علمت بأمرنا قامت من كرسيها وبادرتنا السلام والتحية وشكرتنا على المجئ ,فتحمدنا لها بالسلامة وباركنا لها أداؤها الرائع الذي لم يتأثر بمرضها.
بعد انتهاء عرض المسرحية أدركت يقينا إنني أمام فنانة عظيمة مخلصة لفنها ولجمهورها منذ إطلالتها الأولى في التلفزيون مع فرقة بوجسوم عام 1963 التي تمت بعد معاناة كبيرة مع أهلها بسبب العادات والتقاليد، خصوصا وإنها من عائلة معروفة، فقد أسمعتها والدتها كلاما قاسيا لأن ' حياة ' ارتكبت جريمة كبرى منذ أن فاتحتها بحلمها أن تصبح ممثلة في فرقة ' بوجسوم 'حتى أكمل المرارة أخوها فأذاقها وابلا من الضرب والقسوة لم ترهما طوال حياتها حتى انه من شدة الضرب رأيت في وجه أخيها إحساسه بالذنب وكأنه يرغب في الاعتذار.
لكن عنادها كان أقوى من كلام أمها وضرب أخيها وقالت لنفسها لماذا لا اتصل بالفرقة أعلن رغبتي بالتمثيل لأن الثمن نادرا ما يدفع مرتين.. ؟؟وبالفعل ذهبت هي وأمينة الشراح صديقة العمل بمستشفى الصباح وأبلغتا الفرقة بموافقة أهاليهما, فدخلت حياة وزارة الإعلام كممثلة ودخلت أمينة كمذيعة . فمثلت أدوارا بسيطة في حلقات ذات رسائل للجمهور مع فرقة بوجسوم ثم مع محمد السنعوسي في برنامجه الشهير 'رسالة' لتتكشف مواهبها التي لم تصقل بالدراسة يوما في مسلسل 'الحدباء' الذي أطلق شهرتها بعد أن جسدت دورا مركبا وصعبا رفضته أكثر من ممثلة إلا إنها قبلته فقد وجدت في الدور كمية من الأحاسيس والمشاعر الكبيرة , أدته بحماسة وصدق حتى أصبح عالقا في أذهان الناس، لدرجة إن الكثير منهم يطلبوا إعادة عرضه ويطالبوا أيضا أن يتم طبعه بالألوان. ليعقب ذلك النجاح دورها الكبير في فيلم ' بس يا بحر' الذي قدمه المخرج خالد الصديق فكان الفيلم نقطة تحول في مسيرتها الفنية حيث انتشر الفيلم في جميع أنحاء الوطن العربي الذي نال رضا الجمهور والنقاد فقد فاز بتسع جوائز كبيرة .لتتوالى أعمالها المميزة كمسلسل 'الحصاد المر' مع غانم الصالح ومسلسل 'الوارثة' من القصص العالمية مع المخرج يوسف مرزوق تعددت أعمالها فأصبحت نجمة كبيرة لأكثر من 60 عملا تلفزيونيا كان أبرزها خالتي قماشة , خرج ولم يعد , إلى أبي وأمي مع التحية , رقية وسبيكة , على الدنيا السلام , سليمان الطيب , بيت تسكنه سمرة , الدردور , جرح الزمن , ..
كما إنها أجادت في الأعمال الإذاعية الهادفة مع المخرجة نورية السداني ,والمسرح مع الراحل صقر الرشود الذي علمها الكثير منذ أن اعتلت خشبة المسرح لأول مرة في مسرحية ' الضحية ' حيث لعبت دور امرأة في السبعينات من عمرها ؟؟
تذكرها المصادر على إنها ولدت في منطقة شرق عام 1948 وانتقلت بعد ذلك إلى المرقاب، حيث عاشت طفولتها هناك بعد انفصال والدتها عن والدها، ولم تكمل دراستها بسبب شغفها بالسينما الذي اخذ جل وقتها وتفكيرها ,لكنها أصرت أن تتعلم فدخلت معهد تدريب الفتيات وتفوقت على نفسها لتعود إلى نخبة المتعلمين، ولم يكن عمرها قد تجاوز الثالثة عشرة من عمرها.اشتغلت كاتبة في وزارة الصحة مبكرا لتعيل والدتها, تزوجت مرتين ورزقت بأجمل البنات ,هوايتها الأخرى الكتابة و الشعر فلها ديوان طبع يوما بإسم ( عتاب ) أصدرته في نهاية السبعينات , حياتها بستان من الشوك والورد فقطفت الورد وقدمته للناس فأحب الجميع عطائها الخالد.


0 comment(s) to... “حياة الفهد..الحدباء التي أحبها الجميع”

0 التعليقات:

إرسال تعليق