عندما أقفلت سماعة الهاتف أحسست بخطورة الحوار الغامض الذي تم ' معه' حول تلك الرسالة التي سنبعثها إلى الرئيس الفرنسي ميتران مع احد ملحقي السفارة السيد ريمون الذي قام بتوديع صديقي قبل المغادرة.. مالعمل لنضمن السلامة ونأمن شر الأشاوس أبناء ' الجلحة والملحة '
تطايرت الأفكار من مرقدها كالشرر لكنها بفضل الله استقرت في السيارة التي أقلتني إلى منطقة نائية بعيدة المسافة مقسومة الظهر خوت من أهلها ولم يبق فيها إلا القلة الصابرة تتقاسم الحياة مع جنود العبث وصبيان انزق احترفوا السرقة بالليل الموحش الطويل .
وفي الطرق وبعد الصلاة في المسجد القريب سألته عن الخلاص لموقف الكونغرس المتذبذب بشان الحرب فأجاب بثقة المؤمن بقدر الله عز وجل ' يا بني لا شرق ولا غرب وإنما بيد ه ' وأشار بإصبع سبابته إلى السماء التي تلبدت بغيوم سوداء جاءت في غفلة من الزمن العربي المحرم, لتشهد المؤامرة فصولها الغادرة في زمن الأوراق الساقطة بخريف عمرها البائد على مسمع ومرأى من إخوة يوسف الظلمة حين جاؤوا وعلى قميصه ' دم كذب ', سولت لهم أنفسهم أمرا فصبر جميل فصبر جميل والله المستعان على ضيم السنين ..
لكن للصبر حدودا ونهاية يوم لاحت في الأفق بشائر النصر والتحرير حينها تهللت الوجوه الصامدة بقرب فرج يوسف الذي كاد أن يغرق في غيابت الجب لولا رحمة الله ونصره على القوم الفاسقين
- المكان هنا خطر , هلم بنا إلى منطقة الفيحاء الآمنة
- لا لا إذا تركت المسجد ' مين ' يعلي ذكر الله
- لكن يا شيخ المنطقة هنا معرضة للأهوال وقد انتفض منها أهلها المتبقون خوفا وجزعا
- - أرجوك لا تفسد علي أمري.. أرجوك اذهب
- كان هذا آخر عهدي به ...وبعد التحرير بعد أن فرجت الغمة .. انطلقت بالسيارة اخترق ركام معركة التحرير ,اجتاز جموع المواطنين الذين لوحوا فرحين بعلم بلادي , دخلت المسجد مسرعا وإذا به جالس في محرابه وقد التف حوله الإخوة المصريون الذين جاؤوا من بعيد ليطمئنوا على 'الشيخ الكبير ' رمقني بعينيه الغائرتين وقد استشرف وجهه بنور الإيمان انكببت عليه شوقا :
- آه يا شيخ.. لقد طال الفراق
- ها الم اقل لك لا شرق و لا غرب وإنما بيد الحي الذي لا يموت
- صدقت ولكن يوسف ؟؟
- ما به ؟؟
- لقد غاب عن بيته ولم يعد ,,ما زال أسير الأوراق الساقطة ..يوسف كبر في سجنه وخط الشيب شعر رأسه ولم يفرح بسنين عمره,, إني أشفق على حاله ..يا شيخ ادع لنا ربك أن يعجل فرجه
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْأَسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ * لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } (يوسف: 110-111) يا بني لا تكن في ضيق ففرج يوسف قريب بحول الله ونوره العظيم.
تطايرت الأفكار من مرقدها كالشرر لكنها بفضل الله استقرت في السيارة التي أقلتني إلى منطقة نائية بعيدة المسافة مقسومة الظهر خوت من أهلها ولم يبق فيها إلا القلة الصابرة تتقاسم الحياة مع جنود العبث وصبيان انزق احترفوا السرقة بالليل الموحش الطويل .
وفي الطرق وبعد الصلاة في المسجد القريب سألته عن الخلاص لموقف الكونغرس المتذبذب بشان الحرب فأجاب بثقة المؤمن بقدر الله عز وجل ' يا بني لا شرق ولا غرب وإنما بيد ه ' وأشار بإصبع سبابته إلى السماء التي تلبدت بغيوم سوداء جاءت في غفلة من الزمن العربي المحرم, لتشهد المؤامرة فصولها الغادرة في زمن الأوراق الساقطة بخريف عمرها البائد على مسمع ومرأى من إخوة يوسف الظلمة حين جاؤوا وعلى قميصه ' دم كذب ', سولت لهم أنفسهم أمرا فصبر جميل فصبر جميل والله المستعان على ضيم السنين ..
لكن للصبر حدودا ونهاية يوم لاحت في الأفق بشائر النصر والتحرير حينها تهللت الوجوه الصامدة بقرب فرج يوسف الذي كاد أن يغرق في غيابت الجب لولا رحمة الله ونصره على القوم الفاسقين
- المكان هنا خطر , هلم بنا إلى منطقة الفيحاء الآمنة
- لا لا إذا تركت المسجد ' مين ' يعلي ذكر الله
- لكن يا شيخ المنطقة هنا معرضة للأهوال وقد انتفض منها أهلها المتبقون خوفا وجزعا
- - أرجوك لا تفسد علي أمري.. أرجوك اذهب
- كان هذا آخر عهدي به ...وبعد التحرير بعد أن فرجت الغمة .. انطلقت بالسيارة اخترق ركام معركة التحرير ,اجتاز جموع المواطنين الذين لوحوا فرحين بعلم بلادي , دخلت المسجد مسرعا وإذا به جالس في محرابه وقد التف حوله الإخوة المصريون الذين جاؤوا من بعيد ليطمئنوا على 'الشيخ الكبير ' رمقني بعينيه الغائرتين وقد استشرف وجهه بنور الإيمان انكببت عليه شوقا :
- آه يا شيخ.. لقد طال الفراق
- ها الم اقل لك لا شرق و لا غرب وإنما بيد الحي الذي لا يموت
- صدقت ولكن يوسف ؟؟
- ما به ؟؟
- لقد غاب عن بيته ولم يعد ,,ما زال أسير الأوراق الساقطة ..يوسف كبر في سجنه وخط الشيب شعر رأسه ولم يفرح بسنين عمره,, إني أشفق على حاله ..يا شيخ ادع لنا ربك أن يعجل فرجه
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْأَسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ * لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } (يوسف: 110-111) يا بني لا تكن في ضيق ففرج يوسف قريب بحول الله ونوره العظيم.
0 comment(s) to... “يا ولي الصابرين”
0 التعليقات:
إرسال تعليق