مساجدنا الجميلة_ الحلقة 7_

Posted 4:55 ص by ali-aljassim in





تطورت عمارة المساجد بعد أن مكن الله عزوجل الفتوحات الإسلامية من إرساء دعائم الإيمان في أهل الأمصار , فكان أول أعمال المسلمين بناء المساجد التي هي بيوت الله العامرة بذكره , فنهجوا " في بناء مسجد البصرة سنة 14هـ ومسجد الكوفة سنة 17 هـ ، كما اتبع عمرو بن العاص في بناء مسجده في مدينة الفسطاط سنة 21 هـ وكانت مساحته وقت إنشاءه 50 في30 ذراعاً جداره من اللبن وأعمدته من جذوع النخل وتسوده البساطة وكانت مساجد البصرة والكوفة ومصر خالية من المحاريب المجوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام .. , وفي عهد الدولة الأموية حيث جلب الأمويون أمهر الصناع من كل الأقطار الإسلامية لبناء المساجد فتطورت عمارة المساجد في عهدهم تطوراً كبيراً وبخاصة في عهد عبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك ، ومن أشهر المساجد التي تم بناؤها في ذلك العهد مسجد قبة الصخرة في القدس والمسجد الأموي في دمشق وجامع سيدي عقبة القيروان وجامع الزيتونة في تونس .(1)
أما العصر العباسي فقد استمرت النهضة العمرانية للمساجد ولكنها أخذت شكلا آخر من حيث الحجم والاتساع فالدولة العباسية اتخذت من بغداد عاصمة لها وتم بناء مسجد أبي دلف في بغداد حيث بناه الخليفة أبو جعفر المنصور ، ومسجد أبي دلف كان فريداً من نوعه في عمارته من حيث طوله وعرضه والأعمدة المرتفعة به ومئذنته الفريدة حيث كانت على شكل برج حلزوني درجاته من الخارج .
وقد بهرت عمارة المساجد في العصور الإسلامية المختلفة كل المبدعين والمهندسين كما تقول الدكتورة منى محمود بدر " لذا بدأوا يقتبسون من عمارة المساجد ونقلها إلى أوروبا في نهاية العصور الوسطى وبدايات عصر النهضة " .
وقد كانت المساجد الكبرى في المدن الإسلامية من أعمال الولاة والحكام والخلفاء ، متأسين بذلك بنهج المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في عمارة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة ، فلقد وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه دستورا لإنشاء المدن أذاعه على فاتحي الأمصار ومنشئيها في صدر الإسلام فجعل المسجد محور المدينة أو مركزها بحيث تتفرع الشوارع منه وأن يكون النهج العام( الطريق العام ) أربعين ذراعا وما يليها ثلاثين والحارات عشرين ذراعا والأزقة سبعة أذرع.
كما اقتدى الخلفاء بسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) حين يسمح بإضافة أي عنصر معماري ييسر ويسهل من أداء المسجد ووظيفته ، فعن جابر بن عبد الله أن امرأة قالت: يا رسول الله ألا أجعل لله شيئا تقعد عليه فان غلاما نجاراً قال إن شئت فعملت المنبر ، وقد عمل المنبر من ثلاث درجات من خشب من طرفاء الغابة ".
كما أقر الرسول الكريم فعل تميم الداري الذي حمل معه من الشام إلى المسجد النبوي قناديل وزيتا لإنارة المسجد ليلاً وعندما رأى الرسول (صلى الله عليه وسلم) ذلك قال له : " نورت الإسلام نور الله عليك في الدنيا والآخرة " (تفسير القرطبي).
دروس معطاه عززت للمسلمين حرية الإبداع والابتكار ، فكانت للعمارة الإسلامية وزخرفتها خصوصية في كل بلد من بلاد العالم الإسلامي.

مصادر ومراجع المقالة :
(1) المساجد إبداع معماري متميز على مر العصور _ د. منى محمود بدر



0 comment(s) to... “مساجدنا الجميلة_ الحلقة 7_”

0 التعليقات:

إرسال تعليق