انتهينا من تاج محل ليسألني المرافق عما أرغب في رؤيته في المدينة قلت الأسواق القديمة فاتجهنا إليها وجلنا خلالها وأنا ارقب حركة الناس وبخاصة المسلمين منهم وهم بلباس العيد فرحين باليوم السعيد..جلسنا في مطعم قديم قدم الحلويات أكلت منها كان المذاق حلو جدا لم أكمل ما طلبته فأخذته الباقي لرام السائق عرفانا لجهده الذي بذله معي باليوم الطويل ,عدنا إلى الفندق وبت لبرنامج الغد ,جاء الصبح ونزلت إلى بهو الفندق وإذا بالمرافق الشاب انقلب إلى عجوز بالثمانين قلت أين اشو قال أنا أبوه كلفني بمرافقتك فلقد حصل طارئ له قلت : عساه خيرا , قال : خيرا.
رافقني العجوز الذي كان دليلا سياحيا يعرفه كل من نقابلهم في المتاحف والزيارات يحيونه ويقدرون صداقته كثيرا ذهبنا أولا إلى ميمي تاج محل التي جاءت أخباره كما أوردها الدليل
عن إمبراطور هومايون، ابن بابور الذي بنى ضريحا حفظاً لذكرى زوجته الأولى والذي كان الشاهد الأول على عظمة العمارة في العهد المغولي.
فكان هو النموذج الذي طور منه تصميم تاج محل. وفيه أيضاً دفن هومايون, وقد كان الضريح الأكثر جمالاً في زمانه وحدائقه امتدت على مربع مساحته 13 فداناً. أما اليوم فهو عارٍ وموحش. لننطلق قاصدين قلعة أغرا القريبة وهي بناء رائع مهيب من الأحجار الرملية الحمراء يطل على المدينة من خلال نوافذه العديدة وبوابته الكبيرة أنه أشبه بقلعة هائلة حصينة بداخلها قصور وسكن للجيش، تحيط بالقلعة بركة من الميـــاه عرضها عشرة أمتار تقريباً. تبعد عن تاج محل حوالي 2.5 كيلومتر, دخلنا إلى ساحة السلملك والحرملك وإيوان الملك الذي يستقبل الناس من شرفة كما شاهدت إقامة الملك شاه جيهان الجبرية الذي التي فرضها ابنه اورانج زيب الذي ساءه أن يبذر والده أموالا طائلة من خزينة الدولة لإقامة ضريح حتى ولو كان لوالدته أو له .
اورانج زيب بعد أن تولى زمام الحكم أخذ ينفض حياة الترف والبذخ كما يذكر الكاتب ويل ديورانت في كتاب قصة حضارة " فكان من أعظم القديسين في تاريخ الإسلام، بل ربما كان أميز الأباطرة المغول جميعاً بما كاد يتفرد به من صفات؛.. فقد لبث حياته كلها مسلماً ورعاً، يقيم الصلاة ويقضي فيها وقتاً طويلاً، ويحفظ القرآن كله، ويجاهد في قتال الكفار؛ وما أكثر ما قضى من ساعات يومه عابداً، وما قضى من أيام حياته صائماً؛ وكان في معظم الأحيان يخلص في أداء شعائر دينه إخلاصه في الدعوة إليها؛ نعم لقد كان في السياسة بارداً يقدر عواقب الأمور تقديراً دقيقاً، وله قدرة على الكذب الماهر في سبيل بلاده وعقيدته؛ لكنه مع ذلك كله كان أقل المغول قسوة وألطفهم مزاجاً؛ قل القتل في عهده، وكاد يستغني عن اصطناع العقاب في محاكمة المجرمين؛ وكانت شخصيته متسقة الجوانب فتواضع في عزة، وصبر في وجه المعتدي، ومع هدوء نفس في أوقات المحنة؛ وامتنع عن كل ما يحرمه دينه من ألوان الطعام والشراب وأسباب الترف امتناعاً كان يرقبه فيه ضميره؛ وعلى الرغم من براعته في عزف الموسيقى،لكنه أقلع عنها لأنها ضرب من اللذة الحسية. والظاهر أنه نفذ ما صمم عليه وهو ألا ينفق على نفسه إلا ما كسبت يداه من العمل.. وأمر قبل موته أن تكون جنازته بسيطة إلى حد الزهد، وألا ينفق في كفنه إلا الروبيات الأربع التي كسبها بحياكة الطواقي؛ وأن يغطى نعشه بقطعة من "الخيش" الساذج؛ وترك للفقراء ثلاثمائة روبية كسبها بنسخه صورة من القرآن، ومات وعمره تسعة وثمانون عاماً،بعد أن عمر على الأرض أمداً أكثر جداً مما أراد له أهل الأرض أن يعيش".
رافقني العجوز الذي كان دليلا سياحيا يعرفه كل من نقابلهم في المتاحف والزيارات يحيونه ويقدرون صداقته كثيرا ذهبنا أولا إلى ميمي تاج محل التي جاءت أخباره كما أوردها الدليل
عن إمبراطور هومايون، ابن بابور الذي بنى ضريحا حفظاً لذكرى زوجته الأولى والذي كان الشاهد الأول على عظمة العمارة في العهد المغولي.
فكان هو النموذج الذي طور منه تصميم تاج محل. وفيه أيضاً دفن هومايون, وقد كان الضريح الأكثر جمالاً في زمانه وحدائقه امتدت على مربع مساحته 13 فداناً. أما اليوم فهو عارٍ وموحش. لننطلق قاصدين قلعة أغرا القريبة وهي بناء رائع مهيب من الأحجار الرملية الحمراء يطل على المدينة من خلال نوافذه العديدة وبوابته الكبيرة أنه أشبه بقلعة هائلة حصينة بداخلها قصور وسكن للجيش، تحيط بالقلعة بركة من الميـــاه عرضها عشرة أمتار تقريباً. تبعد عن تاج محل حوالي 2.5 كيلومتر, دخلنا إلى ساحة السلملك والحرملك وإيوان الملك الذي يستقبل الناس من شرفة كما شاهدت إقامة الملك شاه جيهان الجبرية الذي التي فرضها ابنه اورانج زيب الذي ساءه أن يبذر والده أموالا طائلة من خزينة الدولة لإقامة ضريح حتى ولو كان لوالدته أو له .
اورانج زيب بعد أن تولى زمام الحكم أخذ ينفض حياة الترف والبذخ كما يذكر الكاتب ويل ديورانت في كتاب قصة حضارة " فكان من أعظم القديسين في تاريخ الإسلام، بل ربما كان أميز الأباطرة المغول جميعاً بما كاد يتفرد به من صفات؛.. فقد لبث حياته كلها مسلماً ورعاً، يقيم الصلاة ويقضي فيها وقتاً طويلاً، ويحفظ القرآن كله، ويجاهد في قتال الكفار؛ وما أكثر ما قضى من ساعات يومه عابداً، وما قضى من أيام حياته صائماً؛ وكان في معظم الأحيان يخلص في أداء شعائر دينه إخلاصه في الدعوة إليها؛ نعم لقد كان في السياسة بارداً يقدر عواقب الأمور تقديراً دقيقاً، وله قدرة على الكذب الماهر في سبيل بلاده وعقيدته؛ لكنه مع ذلك كله كان أقل المغول قسوة وألطفهم مزاجاً؛ قل القتل في عهده، وكاد يستغني عن اصطناع العقاب في محاكمة المجرمين؛ وكانت شخصيته متسقة الجوانب فتواضع في عزة، وصبر في وجه المعتدي، ومع هدوء نفس في أوقات المحنة؛ وامتنع عن كل ما يحرمه دينه من ألوان الطعام والشراب وأسباب الترف امتناعاً كان يرقبه فيه ضميره؛ وعلى الرغم من براعته في عزف الموسيقى،لكنه أقلع عنها لأنها ضرب من اللذة الحسية. والظاهر أنه نفذ ما صمم عليه وهو ألا ينفق على نفسه إلا ما كسبت يداه من العمل.. وأمر قبل موته أن تكون جنازته بسيطة إلى حد الزهد، وألا ينفق في كفنه إلا الروبيات الأربع التي كسبها بحياكة الطواقي؛ وأن يغطى نعشه بقطعة من "الخيش" الساذج؛ وترك للفقراء ثلاثمائة روبية كسبها بنسخه صورة من القرآن، ومات وعمره تسعة وثمانون عاماً،بعد أن عمر على الأرض أمداً أكثر جداً مما أراد له أهل الأرض أن يعيش".
0 comment(s) to... “رحلة إلى المثلث الذهبي _حلقة 5_”
0 التعليقات:
إرسال تعليق