كان لأهمية الظل في التباين بين المساحات الشمسية والمظللة سحر في تكملة بحث ' الظل والحرور ' ، قصدت به بيوت الطين الخليجية والعمارة الإسلامية في أمصار الدول العربية ساعيا بقدر ما استطيع أن أصور جمال الظل الذي بتنا جميعا في حاجة إليه,فجاءت فلسفة الرسم منصبة على رؤيتين الأولى استلهمت معنى الظل والحرور فجسدت كما ذكرت في مقدمة البحث أمرين , وهج الضوء الذي أبهت الألوان في رؤية البصر ,والظل بألوانه الداكنة الجميلة فحملت اللوحة تباينا صارخا جسدت الظل كقيمة حياتية ومسحة تشكيلية في زمن الحرور الكبير أو ما يسمى بظاهرة الاحتباس الحراري ,فتركت بياض اللوحة رمزا له ,ورسمت ظلال الأشياء في توازن مقصود يشعر من يطلع على الأعمال الفنية قيمة الظل الموازي لوهج الضوء وهو ما عبر عنه يوما مذيع تلفزيون الكويت في لقائي معه بعد المعرض المشترك مع الفنان سعود الفرج فقال بعفوية صادقة: 'اشعر بان لوحاتك رسمت بالظهيره' فأجبته قائلا: 'إن ما تشعر به هو ما أردت أن أوصله من رسالة',وهو أمر حملني بعد ذلك دراسة دور الفن التشكيلي في ترسيخ القيم لدى الفرد والجماعة لكن الوقت لم يسعف انتهاء البحث .
أما الرؤية الثانية ففيها استلهمت معنى أمر الخلق من كلمة نور الحق ' كن' فكان ظلالها خلق عظيم , فالنور كما بين أهل المعرفة لا تدركه الأبصار , والظلمة من غيره سواد وعدم ,فكان الظل اعدل الأحوال وألطفها وبه رسمت ما أستطعت من جمال آيات الله بروح المعنى ودلالة المنظر فجاء اللون الأبيض عنوانا للنور المكنون وانبساطه ,وجاء الأسود معنى للظلمة الحالكة وجاءت ألوان الطيف ظلال الأشياء الجميلة ..فرسمت ما أحببت من ظلال العمران والأشجار وبه أدركت معنى الظل فهو عنوان رحمة, ونعيم جنة , به عمرت الأماكن ,فاستهدى الخلق من حركته معنى الوجود ومن سكونه بركة العمل ومن زواله حكمة الموت فأدركوا بالبصيرة أن الظل يقر بوحدانية خالقه فهو ينعدم إذا آتى منشئه من مصدرين { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } (الانبياء : 22 )
وعرفوا باليقين والمشاهدة أمر ظلال الدنيا زائل فزهدوا متاعها و ألوانها وابتغوا بصالح الأعمال ظلال الآخرة ,ظلال الجنة ونعيمها , فألوانها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر,فتسابق أهل الإيمان مع حركة دلوك الشمس بإيقاع الظل إلى نهج الاستخلاف في القول والعمل فعمروا الأرض بالطاعات والعبادات واتعبوا حركة سجود الظلال الداخرة بدوران الأرض المغزلي حول الشمس فسجدوا لله الواحد باتجاه قبلتهم الواحدة فأدركوا معنى العبادة فهي غاية الذل لله وغاية المحبة له،وهي تطهر من ألوان ظلال الدنيا الفانية فصلاتهم طهر للوقت وزكاة أموالهم طهر للمال وصومهم طهرا للنفس والبدن وحجهم المبرور طهرا من الدنيا وزخرفها , فكانوا كما ذكرهم الحق { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ * وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }. (المؤمنون:57-61)
'الظل والحرور ' بحث أراه لم يكتمل جوانبه بالشكل الذي ارغب في تقديمه فما زال في معانيه غيب ,سعيت إلى مراجعه القليلة فكانت اغلبها من كتب تفسير القران الكريم ومن استلهم حكمة الظل في كتاباته , فاجتهدت بقدر ما استطيع أن أقدم الرؤية الإسلامية لمعنى الظل والحرور ووظفت الريشة أداة تعبير لها , لان الفن الصادق بقدر ما هو منهج تواصل إنساني بين الشعوب عبر التاريخ إلا انه يجسد فلسفة روح هائمة تحلق فوق جدلية المادة وصراع الأضداد كنقطة ضوء ساقطة تشخص إليها الإبصار في لحظات صمت تمعن واقعا وتدبر حاضرا لعلها تدرك نهاية الظلمة وتنطلق بنور الله إلى ظلال الإيمان الكبير .
آملا لهذا الجهد المتواضع أن يوثق بقدر ما أطمح في إعطاء الصورة الجميلة للظل كقيمة حياتية ومسحة تشكيلية .
وفقني الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أما الرؤية الثانية ففيها استلهمت معنى أمر الخلق من كلمة نور الحق ' كن' فكان ظلالها خلق عظيم , فالنور كما بين أهل المعرفة لا تدركه الأبصار , والظلمة من غيره سواد وعدم ,فكان الظل اعدل الأحوال وألطفها وبه رسمت ما أستطعت من جمال آيات الله بروح المعنى ودلالة المنظر فجاء اللون الأبيض عنوانا للنور المكنون وانبساطه ,وجاء الأسود معنى للظلمة الحالكة وجاءت ألوان الطيف ظلال الأشياء الجميلة ..فرسمت ما أحببت من ظلال العمران والأشجار وبه أدركت معنى الظل فهو عنوان رحمة, ونعيم جنة , به عمرت الأماكن ,فاستهدى الخلق من حركته معنى الوجود ومن سكونه بركة العمل ومن زواله حكمة الموت فأدركوا بالبصيرة أن الظل يقر بوحدانية خالقه فهو ينعدم إذا آتى منشئه من مصدرين { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } (الانبياء : 22 )
وعرفوا باليقين والمشاهدة أمر ظلال الدنيا زائل فزهدوا متاعها و ألوانها وابتغوا بصالح الأعمال ظلال الآخرة ,ظلال الجنة ونعيمها , فألوانها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر,فتسابق أهل الإيمان مع حركة دلوك الشمس بإيقاع الظل إلى نهج الاستخلاف في القول والعمل فعمروا الأرض بالطاعات والعبادات واتعبوا حركة سجود الظلال الداخرة بدوران الأرض المغزلي حول الشمس فسجدوا لله الواحد باتجاه قبلتهم الواحدة فأدركوا معنى العبادة فهي غاية الذل لله وغاية المحبة له،وهي تطهر من ألوان ظلال الدنيا الفانية فصلاتهم طهر للوقت وزكاة أموالهم طهر للمال وصومهم طهرا للنفس والبدن وحجهم المبرور طهرا من الدنيا وزخرفها , فكانوا كما ذكرهم الحق { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ * وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }. (المؤمنون:57-61)
'الظل والحرور ' بحث أراه لم يكتمل جوانبه بالشكل الذي ارغب في تقديمه فما زال في معانيه غيب ,سعيت إلى مراجعه القليلة فكانت اغلبها من كتب تفسير القران الكريم ومن استلهم حكمة الظل في كتاباته , فاجتهدت بقدر ما استطيع أن أقدم الرؤية الإسلامية لمعنى الظل والحرور ووظفت الريشة أداة تعبير لها , لان الفن الصادق بقدر ما هو منهج تواصل إنساني بين الشعوب عبر التاريخ إلا انه يجسد فلسفة روح هائمة تحلق فوق جدلية المادة وصراع الأضداد كنقطة ضوء ساقطة تشخص إليها الإبصار في لحظات صمت تمعن واقعا وتدبر حاضرا لعلها تدرك نهاية الظلمة وتنطلق بنور الله إلى ظلال الإيمان الكبير .
آملا لهذا الجهد المتواضع أن يوثق بقدر ما أطمح في إعطاء الصورة الجميلة للظل كقيمة حياتية ومسحة تشكيلية .
وفقني الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
0 comment(s) to... “ظلال لوحة”
0 التعليقات:
إرسال تعليق