عرفت دور العبادة قديماً في سائر الشرائع الوثنية والسماوية ، فقد كانت المعابد والصوامع والكنائس منتشرة على امتداد تاريخ الحضارة البشرية ، والإسلام مثل هذه الديانات في حاجة إلى دور يتعبد المسلمون إلههم الواحد الأحد . فأول ما قام به سيد الخلق محمد( صلى الله عليه وسلم) حين قدم المدينة المنورة مهاجراً من مكة أنه شرع بإقامة المسجد , فتذكر المصادر أن الرسول الكريم قد اشترى الأرض أولاً من بني النجار " وكانت لغلامين يتيمين ، وأمر بإصلاحها وتسويتها، ثم شرع مع أصحابه رضوان الله عليهم ببناء المسجد، وكان صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة واللبن على بطنه الشريف، حتى تمّ بناء المسجد من الحجارة والطين وسعف النخيل، وكانت أعمدته من جذوع النخيل، وجعلت مساحته 60×70 ذراعاً أي ما يعادل 30×35م تقريباً، وحددت قبلته نحو بيت المقدس _ قبلة المسلمين الأولى _ وتم إنجازه في وقت قصير وصلى فيه المسلمون يؤمهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)".(1)
والمسجد بالكسر اسم لمكان السجود ، والمسجد بالفتح جهة الرجل حيث يصيب السجود ، والمسجد بكسر الجيم الحصير الصغير ، أما المسجد شرعاً فهو الموضع الذي يسجد فيه ، وفي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : " جعلت الأرض لي طهورا ومسجدا " ( سنن أبي داود).
" وعمارة المساجد حسية ومعنوية، فقد قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّه واليوم الآخر} ( التوبة:18), ووجه الدلالة: أن قوله (يعمر): دال على العمارة بالبناء، كما دل على العمارة بالعبادة؛ لأن باني المسجد يتقرب إلى الله تعالى ببنائه, كما ورد في السنة النبوية فضل ذلك بحديث عثمان -رضي الله عنه- وفيه: إني سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: "مَنْ بني مَسْجِدًا, قَالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بنى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ" (رواه البخاري ومسلم).
والإنسان المسلم أقام حضارته من علم وفن وعمارة على أساس الإيمان المطلق بالله عز وجل ، فكانت عمارته للمساجد اتسمت بالمثالية والسمو نحو المطلق، في اتجاه قبلة المساجد في العالم كله نحو نقطة واحدة هي الكعبة الشريفة، ذلك الرمز التوحيدي الذي مثل هوية معمارية واحدة على اختلاف المكان والتاريخ .(2)
مصادر ومراجع المقالة :
(1) التاريخ الشامل ـ د. عبدالباسط بدر 1/141
(2) فنون العمارة الإسلامية وخصائصها في مناهج التدريس _ د.عفيف البهنسي
والمسجد بالكسر اسم لمكان السجود ، والمسجد بالفتح جهة الرجل حيث يصيب السجود ، والمسجد بكسر الجيم الحصير الصغير ، أما المسجد شرعاً فهو الموضع الذي يسجد فيه ، وفي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : " جعلت الأرض لي طهورا ومسجدا " ( سنن أبي داود).
" وعمارة المساجد حسية ومعنوية، فقد قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّه واليوم الآخر} ( التوبة:18), ووجه الدلالة: أن قوله (يعمر): دال على العمارة بالبناء، كما دل على العمارة بالعبادة؛ لأن باني المسجد يتقرب إلى الله تعالى ببنائه, كما ورد في السنة النبوية فضل ذلك بحديث عثمان -رضي الله عنه- وفيه: إني سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: "مَنْ بني مَسْجِدًا, قَالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بنى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ" (رواه البخاري ومسلم).
والإنسان المسلم أقام حضارته من علم وفن وعمارة على أساس الإيمان المطلق بالله عز وجل ، فكانت عمارته للمساجد اتسمت بالمثالية والسمو نحو المطلق، في اتجاه قبلة المساجد في العالم كله نحو نقطة واحدة هي الكعبة الشريفة، ذلك الرمز التوحيدي الذي مثل هوية معمارية واحدة على اختلاف المكان والتاريخ .(2)
مصادر ومراجع المقالة :
(1) التاريخ الشامل ـ د. عبدالباسط بدر 1/141
(2) فنون العمارة الإسلامية وخصائصها في مناهج التدريس _ د.عفيف البهنسي
0 comment(s) to... “مساجدنا الجميلة_ الحلقة 3_”
0 التعليقات:
إرسال تعليق