البورتريه ..... نافذة الخلود -الحلقة الأولى-

Posted 1:01 ص by ali-aljassim in


الخلود تلك الكلمة السحرية التي غوت آدم عليه السلام ، فدعوة إبليس الكاذبة له " ألا أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى " أدت إلى سوء العاقبة والخروج من نعيم الجنة إلى شقاء الأرض لتصبح " الكلمة " فكرة وعنوان بحث أمام حقيقة الموت في سائر الديانات السابقة وخاصة الوثنية التي أوغلت جهلاً في عبادة الوثن وخديعة السحر .

لتكشف المصادر أن عبادة الأسلاف في الألف السابع قبل الميلاد لدى القبائل البدائية ترى أن الميت لا بد من حضوره الدائم في جثة محنطة أو منحوتة مزينة تكملها جمجمته الحقيقية التي تحلى بالحلي والأصداف ومختلف رسوم الوشم تعكس صورة الميت ، طقس اعتبر أقدم ما أكتشفه العالم في فن البورتريه أو الصورة الشخصية .
والأمر كذلك في مصر القديمة بحضارتها الكبيرة ، أعتقد فرعون واهما أن روحه سوف تعود من رحلة طويلة إلى مكان سكنها في تابوت يقلد شكل جسده بوجه مرسوم مثبت على وجه مومياء ، في اعتقاد ساد لمن بعده في وجوه الفيوم المكتشفة عام 1888م حيث رسمت وجوه قدماء المصريين قبل وفاتهم لتوضع مع رفاتهم حتى يمكن التعرف على أصحابها وقت البعث .

والأمر كذلك يتكرر في العصور الوسطى حيث كانت مراسيم دفن الميت تقدم على أنه مازال قيد الحياة ، فقد كان يحمل في الجنازة نحت من الخشب أو الشمع أو الكلس يمثل إنسان في أحلى حلة كان يرتديها في الحياة أما الوجه فقد عمل منه قناع مأخوذ من الأصل تماما ..... طقوس وثنية اعتمدت على مبدأ إنقاذ الروح وابتعاث الجسد بعد الموت ، ومبدأ استمر أمره على أن تقليد الحياة بعد الممات يتم من خلال الحاضر عبر التمثيل النحتي والرسم المتقن على شواهد القبور ظناً أن يضمن الخلود للحياة الأبدية أو انبعاثاً سحرياً من خلال الفن ....؟


0 comment(s) to... “البورتريه ..... نافذة الخلود -الحلقة الأولى-”

0 التعليقات:

إرسال تعليق